حديث القدس
الاسرى الفلسطينيون هم عنوان الكرامة والحرية رغم القيود ورغم الاسر – هم ينبوع العطاء الذي لا ينضب وهم طليعة الشعب والامة الذين يضحون من اجل نيل شعبهم الحرية والاستقلال الناجزين . ويقدمون الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل والاخلاقي والوطني بكل ما تعني هذه الاوصاف من معاني سامية.
هم الذين مهما وصفناهم فلن نعطيهم حقهم لانهم اكرم بني البشر رفعة وسموا واخلاقا، هم الحريصون على الوحدة الوطنية التي هي طريق التحرر وتحقيق الانجازات وصولا الى الانتصارات التي تحطم القيد وتحقق تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
نظرا لهذه الصفات التي ينتمون لها الى جانب صفاتهم القيادية فان سلطات الاحتلال ممثلة بادارات السجون وقوات قمع السجون تستهدفهم يوميا، حيث لا يكاد يمر يوم دون ان يتم استهدافهم من خلال الاعتداء عليهم واقتحام غرفهم ورشهم بالغاز ، الى جانب سوء اوضاعهم الصحية والمعيشية، فلا علاج ولا طعام يقيهم من الامراض، ويعاني الكثير منهم من العزل في زنازين مظلمة، ورطوبة قاتلة، فهم يعانون من برد الشتاء وحرارة الصيف ، ورغم كل ذلك فهم صامدون ، صابرون يواجهون الة القمع والتنكيل ، بثبات ويفشلون مخططات دولة الاحتلال في النيل من عزيمتهم وارادتهم التي لا تلين بل انها ارادة فولاذية، اعجزت اجهزة دولة الاحتلال عن تحقيق اهدافها في افراغهم من مضمونهم النضالي ، بل ان هذه الانتهاكات وعمليات القمع والتنكيل زادتهم ايمانا على ايمانهم بعدالة قضيتهم واصرارهم في المضي في نضالهم من اجل حرية شعبهم وزوال الاحتلال الغاشم الذي يتفنن في اساليبه القمعية والتنكيلية بحقهم وبحق اسرهم وجاءت جائحة كورونا لتزيد من معاناة اسرى الحرية ، خاصة وان ادارات سجون الاحتلال ترفض تقديم ما يلزم لهم من اجل تجنب اصابتهم بهذا الوباء الخطير، كما انها ترفض اعطاء ارقام حقيقية حول عدد الاصابات في صفوفهم الامر الذي يقلق اهاليهم، بل شعبنا باكمله. ومما يزيد الطين بلة، منع ادارات سجون الاحتلال منع الزيارات في ضوء انتشار الوباء كعقاب للاسرى، خاصة الذين يقودون السجون، بتهم مختلفة منها التحريض، وعدم الانصياع والرضوخ لاجراءات وقرارات هذه الادارات التي هدفها سحب انجازات الحركة الاسيرة على مدى العقود الماضية.
ان هؤلاء الاسرى … اسرى الحرية…. والذين يواجهون قمع ادارات السجون وقواتها التنكيلية، بصمود وبسالة منقطعة النظير، تتطلب منا كشعب وقيادة وفصائل وطنية، العمل بكل السبل من اجل التضامن معهم واطلاع جميع دول العالم على قضاياهم ومطالبهم العادلة في العلاج والمأكل الصحي والنظافة وغيرها من القضايا المنصوص عليها في القوانين، والاعراف الدولية، وفي ميثاق الامم المتحدة. فالتضامن مع الحركة الاسيرة هو اقل واجب يمكن ان نقدمه لهم، لمنع الاحتلال من الانفراد بهم ، خاصة في ضوء ازدياد عدد الحالات المرضية وكذلك حالات الاستشهاد في صفوفهم بسبب سياسة الاهمال الطبي.
فلتتوسع حملات التضامن لتشمل كافة اطياف المجتمع وعدم اقتصارها على اهالي الحركة الاسيرة، وطرح قضيتهم على اعلى المستويات في العالم وفي المحاكم الدولية، فهم يستحقون منا الكثير الكثير، رغم ظروفنا وظروفهم المجافية.