حديث القدس
الكلمة الهامة التي ألقاها الرئيس محمود عباس بمناسبة مرور ٧٥ عاماً على تأسيس الأمم المتحدة، جاءت لتضع النقاط على الحروف بالنسبة لمسؤولية المنظمة الدولية عن حل قضية شعبنا التي طال أمدها، رغم تمسكنا بالمنظومة الدولية وميثاقها والمبادىء التي قامت عليها.
فإنشاء الأمم المتحدة الذي جاء عقب الحرب العالمية الثانية، لارساء أسس السلام والعدل بين دول وشعوب العالم ومنع اندلاع الحروب المدمرة، والتي أدت الى مقتل عشرات الملايين من البشر، الى جانب تدمير المدن والبلدات والقرى والحاق أفدح الخسائر بالحضارة الانسانية، نراها اليوم عاجزة عن تحقيق الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، التي اتخذت بشأنها العديد من القرارات، ولكن دون تنفيذ أي منها.
وكما قال الرئيس في كلمته، فإن الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا لم يتوقف أبداً بل يشتد يوماً بعد يوم، الأمر الذي يدعونا الى دعوة الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها المتعلقة بقضية شعبنا، والتي لن نقبل بأقل منها، مهما بلغت حدة المؤامرات التي تستهدفها، والتي هي في تصاعد مستمر.
ورغم معاناة شعبنا نتيجة الجرائم المرتكبة بحقه من قبل دولة الاحتلال المدعومة بالكامل من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وكما ذكر الرئيس في كلمته الهامة، ما زلنا ننتظر من الامم المتحدة في اتمام مسؤوليتها عن ايجاد حل للقضية الفلسطينية.
فالاحتلال الغاشم والمتغطرس، هو الذي أفشل المفاوضات السلمية وأوصلها الى طريق مسدود من خلال رفضه للسلام، وتنصله من جميع الاتفاقيات الموقعة معه، وتقويضه لحل الدولتين التي هي رؤية دولية، الى جانب اعتداءاته اليومية على شعبنا ومقدساته وأرضه، في محاولة للنيل من ارادة شعبنا التي لا تلين وهي صلبة كالفولاذ.
وكما قال الرئيس ، فإنه واهم من يعتقد بأن شعبنا يمكنه ان يتعايش مع الاحتلال أو يخضع للضغوط والاملاءات، وواهم أيضاً من يعتقد ان باستطاعته تجاوز هذا الشعب المعطاء والذي عطاءه لا ينضب ابداً.
والاحتلال الذي يعتقد بأن غطرسة القوة، ستحول دون تحقيق شعبنا لحقوقه الوطنية الثابتة فهو واهم، وكما اشار الرئيس وأكد في كلمته بأنه لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار ولا تعايش مع بقاء الاحتلال ودون الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي هي أساس الصراع وعنوانه في المنطقة، وانه لا بديل عن اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ورغم عدم استطاعة الامم المتحدة تنفيذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي تنص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الا ان الرئيس عباس دعا الأمين العام للامم المتحدة مجدداً للبدء بالتعاون مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن في ترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، وبمشاركة الاطراف المعنية كافة ابتداء من مطلع العام القادم، يؤدي الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.
فهل تستجيب الامم المتحدة لدعوة الرئيس وتقوم بواجبها الذي تقاعست عن القيام به منذ تأسيسها حتى الآن، رغم ميثاقها ومبادئها التي تنص على حق تقرير المصير للشعوب الرازحة تحت الاحتلال، وان لا تبقى تحت الوصاية الاميركية التي هي معادية لشعبنا وقضيته، والتي تخرق هي ودولة الاحتلال القرارات الدولية وميثاق الامم المتحدة؟.
ان الامم المتحدة تقع عليها مسؤولية تنفيذ قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية وعدم ابقاء شعبنا يرزح تحت الاحتلال الذي أهلك الزرع والنسل.