تفعيل المقاومة الشعبية

3 أكتوبر 2020آخر تحديث :
تفعيل المقاومة الشعبية
تفعيل المقاومة الشعبية

حديث القدس

ما كشفه اللواء جبريل الرجوب، امين سر اللجنة المركزية لحركة «فتج» امس، من ان اللجنة المركزية لفتح قررت تشكيل قيادة موحدة تتحمل مسؤولية العمل من اجل تطوير وتفعيل المقاومة الشعبية والفعاليات في الوطن والشتات يكتسب اهمية خاصة في هذا التوقيت تحديدا، فيما يترقب المواطنون ترجمة نتائج اللقاءات بين حركتي «فتح» و «حماس» ونتائج اجتماع الأمناء العامين للفصائل الى خطوات عملية على الارض، بعد خيبات أمل متتالية اثر عدم تطبيق اتفاقات المصالحة على مدى سنوات سابقة.

ومن الواضح ان هذا الموقف المتعلق بتفعيل المقاومة الشعبية يأتي استجابة للنبض العام من جهة وتطبيقا لقرارات سابقة اتخذت في اكثر من اطار سواء لمنظمة التحرير الفلسطينية او حركة «فتح». وعند الحديث عن النبض العام للشارع الوطني الفلسطيني نشير الى ان ابناء شعبنا الذين يكتوون يوميا بممارسات واجراءات الاحتلال ويتعرضون للقمع والتنكيل وحملات الاعتقال ومصادرات اراضيهم لبناء مزيد من المستعمرات واستمرار حصار غزة الظالم وتهويد القدس وغيره من الممارسات وسط تنكر اسرائيلي واضح للحقوق الفلسطينية المشروعة، باتوا يشعرون عدم وجود ردود حقيقية على هذا الاحتلال لا على الصعيد الدولي ولا على الصعيد العربي/الاسلامي، حيث المزيد من التراجع والهرولة نحو التطبيع، وفيما الانقسام متواصل والضغوط الهائلة التي تمارس على السلطة الوطنية بما في ذلك الحصار الاقتصادي، وبالتالي تعززت قناعة ابناء شعبنا بضرورة التحرك فلسطينيا بشكل موحد لتوجيه رسائل للاحتلال وللمجتمع الدولي وللمطبعين بان شعبنا لم ولن يرفع الراية البيضاء وهو مصر على انتزاع حقوقه في الحرية والاستقلال.

وبالتالي فان الاجماع الوطني الفلسطيني على استخدام كل الوسائل المشروعة التي تقرها المواثيق والقوانين الدولية بما في ذلك مقاومة الاحتلال غير المشروع، يشكل تطورا مهما وحاسما بعد ان ثبت ان هذا الاحتلال لا يريد السلام وبعد ان نقض كافة الاتفاقيات الموقعة بدعم ادارة ترامب.

ومن الواضح ايضا ان هذا الموقف الذي اقرته اللجنة المركزية لحركة «فتح» بتفعيل المقاومة الشعبية السلمية ، يأتي ايضا ردا على كل المشككين بجدية الاجماع الوطني الفلسطيني وبجدية التوافق بين كافة الفصائل بهذا الشأن.

واذا كان الاحتلال يعتقد واهما ان الشعب الفلسطيني سيبقى متفرجا على نهب اراضيه واقامة المستعمرات وتهويد القدس وحصار غزة والتنكيل بابنائه وتحويل حياته الى جحيم يومي، فان رسالة شعبنا لهذا الاحتلال واضحة وضوح الشمس بان هذا الشعب سيمضي قدما وبثبات نحو تحقيق اهدافه المشروعة، موحدا تحت سقف ممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، وان السلام الوهمي الذي لوحت به اسرائيل وحليفتها امريكا لا يمكن ان ينطلي على احد وقد حان الوقت كي يشمر الكل الوطني عن سواعده ويمضي قدما في نضاله الموحد مدعوما بالشرعية الدولية وكل احرار امتنا العربية والاسلامية والعالم.