بقلم: محمد خروب
ذات يوم قال شمعون بيريس الثعلب الصهيوني الأكثر خبثاً ولؤماً, وأحد الذين أسَّسوا برنامج كيان العدو النووي بتمويل مجاني فرنسي, قال: يا ويل إسرائيل إذا تركت أمورها للصدفة. والوقائع أكدت المقولة هذه, ولم يَحد عنها زعيم في كيانهم.. يمينِيّاً كان أم تمسّح بـ«اليسار», ولهذا انتهجوا وما يزالون التفكير النقدي, الذي لا يقع فريسة لغة الإنشاء وتجميل القباحات, وركوب موجات المُزايدة وتحويل الهزائم إلى انتصارات, خصوصاً عدم إضفاء القداسة على «خزعبلات» وأساطير تم اختراعها لكتابة تاريخ مُزوّر, يعتمد انتصارات وهمية.
مناسبة الحديث، عودة الصهاينة لإحياء مشروع لم يَمتْ في ادراجهم, ليس فقط لكسر العزلة «الجغرافية» عن إسرائيل كما قال نتنياهو متبجِّحاً مُوخّراً، بل للإمساك بقيادة المنطقة وتسخير شعوبها لخدمة المشروع الصهيواميركي, الذي لا يختلف اثنان على خطورته على المشروع الوطني الفلسطيني, وخصوصاً المشروع التحرّري العربي وتكبيل أمتنا دولاً وشعوباً, من أغلال استعمارية وفساد داخلي وانعدام الحريات وشيوع الاستبداد، عاد أحد أبرز جنرالات العدو وأغزرهم اشتباكاً مع موضوعات الأمن الصهيوني حيث ترأس سابقاً مجلس الأمن القومي وهو غيورا آيلاند, ليدعو قادة الكيان الى اهتبال الفرصة السانحة والبدء بإعلان «دولة غزة», ولم يكتف بتكرارها كلامياً بل طرح خطة «سباعية» الأهداف, قام بنشرها في صحيفة «يديعوت احرونوت» الأحد الماضي, متكئاً على جملة معطيات ومواقف ومحطات, لإضفاء الجدية على خطته,خاصة الحال الاقتصادية الصعبة في القطاع واحتمالات حدوث انهيار كامل فيه, ما قد يؤدي إلى «مزيج بين فوضى حكومية وأزمة إنسانية خطيرة سوف تدفع الآلاف من سكان غزة اليائسين إلى اقتحام السياج الفاصل والدخول لإسرائيل», كسيناريو محتمل من ضمن سيناريوهين:الأول فيهما هو «حدوث مواجهة عسكرية شبيهة بتلك التي حدثت في العام 2014 وحتى أسوأ».
ايلاند لم ينسَ تعداد «الأخطاء» التي زعم وقوع إسرائيل فيها وبخاصة عندما قام شارون في العام 2005 بفك ارتباط إسرائيل عن غزة, ولم يتم (بحسبه) اتخاذ أي اخطوة دبلوماسية كان من شأنها أن تُخلي مسؤولياتها عن القطاع (وفق القانون الدولي بزعمه), وأضاف مُفسِّراً (أي أرض يمكن ان تُصنف ضمن أحد الحالات الثلاث: دولة (أو جزء من الدولة)،«2»: أرض يتم ادارتها دولياً, أو (ثالثاً) أرض مُحتلّة.
ونتيجة لذلك – يواصِل – فإن غزة ما تزال تُصنف على أنها خاضعة للاحتلال الإسرائيلي. ثم يُضيء على الخطأ الثاني الذي ما يزال قائماً بالقول: أننا فشلنا في الترويج بصورة رسمية للاعتراف, بأن غزة هي «دولة» لجميع النوايا والأغراض بالرغم من انها كذلك.
انتقاله إلى ثالث الأخطاء يكشف عدم التزام العدو أي كوابح في علاقاتهم العربية, عندما يقول: ثالث الأخطاء يتمثل في النهاية التي شهدتها حرب (الجرف الصامد), في ظل الرغبة الدولية بالمساهمة في إعادة إعمار القطاع، فقد آثرنا أن تقود مصر الخطوة وتتلقى السلطة.. المال, وبهذا – يُضيف – سمحنا لـ«ثعلبيْن» مهمة حراسة بيت الدجاج». ..للحديث بقية.
عن “الرأي” الأردنية