اسرائيل ماضية في مخططاتها فماذا نحن فاعلون؟!

13 نوفمبر 2020آخر تحديث :
اسرائيل ماضية في مخططاتها فماذا نحن فاعلون؟!
اسرائيل ماضية في مخططاتها فماذا نحن فاعلون؟!

حديث القدس

ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، من أن سلطات الاحتلال تسابق الزمن في اعداد مخططات بناء استيطاني واسع النطاق في القدس المحتلة وتنفيذها قبل تسلم جو بايدن، الرئيس الاميركي المنتخب الرئاسة في العشرين من كانون الثاني القادم، وقيام عتاة اليمين المتطرف في الكنيست الاسرائيلية بحملة لاضفاء «شرعية» وفق القوانين الاسرائيلية على البؤر الاستيطانية العشوائية واقرار بلدية القدس أمس بناء المزيد من الوحدات السكنية في مستعمرة «رمات شلومو» المقامة على اراضي شعفاط بالقدس، يشكل تطوراً خطيراً اذ يسعى اليمين المتطرف وحكومته الراهنة الى محاولة اسدال الستار على مصير القدس العربية المحتلة بفرض المزيد من الوقائع الاستيطانية من جهة وكذا الى توسيع رقعة الاستيطان في باقي انحاء الضفة الغربية لتتحول البؤر الاستيطانية الى مستعمرات تتمدد وتلتهم المزيد من الارض الفلسطينية في محاولة ايضاً لاسدال الستار على اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس.

ان ما يجب ان يقال هنا، ان التطورات المتسارعة على صعيد الاستيطان الذي لم يتوقف يوماً في الاراضي المحتلة يجب ان تشكل ناقوس خطر وجرس انذار سواء للقيادة الفلسطينية أو لكافة قادة الفصائل أو للشعب الفلسطيني، وبالتالي لم يعد مقبولاً الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار كالعادة فيما يمضي الاحتلال قدماً في تنفيذ مخططاته.

الخطوة الاولى والاهم التي يفرضها هذا الواقع، عدا عن التغير الحاصل في الولايات المتحدة، هي انهاء الانقسام الذي لم نعد نسمع أين وصلت جهود تطبيق ما أعلن مؤخراً سواء من حيث حشد كل الجهود والطاقات لمواجهة التحديات الخطيرة الماثلة أمام قضية شعبنا أو من حيث تفعيل المقاومة الشعبية المشروعة في مواجهة نهب الاراضي وبناء المزيد من المستعمرات.

من المهم جداً ان يستمع العالم أجمع، وخاصة الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، الى صوت فلسطيني واحد بل صوت فلسطيني واحد مدوٍ في التصدي للاستيطان ولإمعان الاحتلال في انتهاكاته الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني وامعان مستعمريه في الاراضي المحتلة بجرائمهم ضد المدنيين وحقوقهم وممتلكاتهم.

كما ان ما يجب قوله لقادة كل الفصائل، ان استمرار الرهان على المجتمع الدولي أو على أي تغيير في عهد الرئيس الاميركي الجديد طالما نحن على هذه الحالة المأساوية من الانقسام والانتظار، يبقى رهاناً على سراب، فالمجتمع الدولي وكذا الادارة الاميركية واوروبا وغيرها يمكن ان يتحركوا اذا ما توحدت الساحة الفلسطينية واذا ما جسّد الشعب الفلسطيني بكل قواه مقاومته الشعبية السلمية بصوت واحد مدوٍ يطالب بالحرية والاستقلال.

ومن الجهة الاخرى، فإن من الواجب تسليط الضوء على ما ترتكبه اسرائيل وفضح مخططاتها ونواياها في كافة المحافل الدولية ومطالبة هذه المحافل بتحمل مسؤولياتها سواء مجلس الامن أو الجمعية العامة أو غيرها من وكالات الامم المتحدة، اضافة الى ضرورة وجود استنفار دبلوماسي في كافة العواصم الاوروبية والعربية والاسلامية والافريقية وعدم الانحياز، لايضاح حقيقة الجريمة المتواصلة التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي المحتلة.

وفي المحصلة، يبقى مفتاح تغيير الوضع الراهن بأيدي الساحة الفلسطينية، فإما ان يستمر الحال على ما هو عليه من تراجع وإمعان اسرائيلي وإما ان تنهض الساحة الفلسطينية بكل قواها للدفاع عن أمن ووجود وحقوق شعبنا.