لقاح «فايزر» يدعو إلى التفاؤل

14 نوفمبر 2020آخر تحديث :
لقاح «فايزر» يدعو إلى التفاؤل
لقاح «فايزر» يدعو إلى التفاؤل

بقلم: ماكس نيسين*

كتبتُ الأسبوع الماضي أنه استناداً إلى حسابات التجارب السريرية، فإن النظرة المبكرة إلى بيانات لقاح فيروس «كورونا» كانت أقل احتمالاً للنجاح. لكنني للمرة الأولى أشعر بالسعادة لخطأ حساباتي، فقد أعلنت شركتا «فايزر» و«بيونتك إس آي» أن لقاحهما المرشح قد منع أكثر من 90% من حالات «كوفيد – 19» وذلك خلال الفحص الأول لنتائج تجاربهما السريرية التي شملت 44000 شخص.

كانت الأخبار رائعة وإنجازاً علمياً تاريخياً، فليس لدينا أول لقاح فعال فحسب، بل بيانات قوية أيضاً. وبدلاً من تقييم اللقطة في اللحظة الأولى، انتظرت شركة «فايزر» المزيد من البيانات، مما أعطى وزناً لنتائج رائعة.

لا تزال هناك معلومات مجهولة بشأن اللقاح، ونظراً إلى محدودية المعلومات المتاحة حتى العام المقبل وأنه لم يتبقَّ سوى خطوتين لاستكمال العلاج، فلن ينتهي تفشي الوباء بين عشية وضحاها. ومع ذلك، فإن الأخبار تعزز بشكل كبير فرص حل أسرع وأسهل، ويحق للمستثمرين رفع أسهم شركة «فايزر» والسوق الأوسع عالياً.

تعتمد التجارب على عقد مقارنات مثل تلك التي أجرتها «فايزر» على عدد حالات «كوفيد» المؤكدة بين أولئك الذين حصلوا على اللقاح وأولئك الذين يتناولون دواءً وهمياً. كانت الخطة الأولية هي تحليل البيانات بعد 32 حالة فقط. ولكن بعد مناقشات مع «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية، قررت الشركات الانتظار حتى وصل العدد إلى 94 حالة. وأدَّى الانتظار إلى تأخير بسيط في النتائج، لكنه عزز الثقة في الوعد الكبير الذي منحه اللقاح للناس.

سيستمر جمع البيانات، حيث تطالب «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية بشهرين على الأقل من متابعة السلامة من معظم المشاركين قبل التفكير في ترخيص الاستخدام الطارئ. يجب أن تكون هذه البيانات متاحة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وفي غياب الآثار الجانبية المفاجئة، فإنَّ منح الموافقة السريعة هو الأمر المرجح، والأهم من أن الإدارة اشترطت نسبة فاعلية 50% فقط للتصريح بالعقار.

هناك بعض الأسئلة العالقة وهي أننا ما زلنا لا نعرف مدى نجاح اللقاح في مجموعات فرعية مثل كبار السن، ولم يناقش البيان الصحافي الأوّلي إلى أي مدى يمنع اللقاح المرض الشديد، أو يمنع القدرة على نقل الفيروس، أو ما المدة التي تستغرقها الحماية من الفيروس. كما أنه من غير الواضح ما قد تعنيه النتيجة بالنسبة إلى اللقاحات المرشحة الأخرى.

لحُسن الحظ، هناك سبب للتفاؤل على كلتا الجبهتين: قد تكون الاستجابة المناعية القوية بما يكفي لإخراج المرض عن مساره في العديد من المرضى. أما بالنسبة للقاحات الأخرى، فإنَّ أخبار يوم الاثنين تبشّر بالخير للعقار المرشح الذي قدمته شركة «مودرنا ثيراباتكس» والتي تستخدم تقنية «ميرنا» المتطورة نفسها، وهو ما تفعله أيضاً شركة «فايزر».

من المقرر أن تكشف «مودرنا» عن البيانات في القريب العاجل. ويهدف العديد من الأشخاص الآخرين في مجال التنمية إلى الهدف نفسه وهو العمل على «بروتين سبايك» الخاص بفيروس «كورونا». فبعد إثبات الفاعلية، فإنَّ المشكلة الكبرى التي لا تزال عالقة هي الوفرة، حيث تتوقع شركتا «فايزر» و«بيونتك» إنتاج 50 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية العام، وهو ما يكفي لـ25 مليون شخص للحصول على الجرعتين المطلوبتين. سيزداد التصنيع لكنّ الأمر سيتطلب عدة لقاحات مرشحة لحصول سكان العالم على ما يكفيهم لإنهاء تهديد «كوفيد – 19». ولا يزال من الضروري نجاح جهود اللقاح الأخرى.

لم يَحِن الوقت لأنْ نتخلى عن حذرنا، حيث لا تزال حالات «كوفيد» في الارتفاع وتتزايد أيضاً حالات العلاج في المستشفيات، مما يهدد بإجهاد الأنظمة الصحية. وبمجرد أن يصبح اللقاح جاهزاً، فإنَّ توزيعه سيتطلب جهداً تاريخياً آخر. لكن علينا أن نشير مجدداً إلى أن أخبار لقاح شركة «فايزر» تعد خطوة كبيرة للأمام في معركة «كوفيد – 19».

* بالاتفاق مع “الشرق الأوسط”