الاحتلال وسياسة الاهمال الطبي بحق الاسرى الفلسطينيين

23 نوفمبر 2020آخر تحديث :
الاحتلال وسياسة الاهمال الطبي بحق الاسرى الفلسطينيين
الاحتلال وسياسة الاهمال الطبي بحق الاسرى الفلسطينيين

حديث القدس

سياسة الاهمال الطبي الاحتلالي المتبعة ضد الاسرى الفلسطينيين في سجون دولة الاحتلال، هي سياسة متبعة منذ عقود وهي متوارثة عن دولة ما يسمى الانتداب البريطاني، والحقيقة هي دولة الاحتلال البريطاني لفلسطين لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم بإقامة «وطن قومي» لليهود في فلسطين على حساب شعبنا وارضه ووطنه، لتكون دولة الاحتلال الذراع الضاربة ليس فقط ضدالشعب الفلسطيني وانما لشعوب الامة العربية قاطبة وابقائها مقسمة الى دويلات متناحرة، لمواصلة نهب ثرواتها خاصة الثروة البترولية التي تسير عجلة الاقتصاد الغربي.

فالأسرى في سجون دولة الاحتلال يعانون أشد المعاناة خاصة وان هذه السجون هي عبارة عن أكياس حجرية كما تسميها الحركة الاسيرة، هدفها النيل من صمود الاسرى، وعدم تقديم العلاجات لهم ليتسنى قتلهم على مراحل، دون أية مراعاة لا للقيم والقوانين والاعراف الدولية ولا لحقوق الانسان بما فيهم الاسرى، فهناك الكثير من الاسرى الذين يعانون من امراض مزمنة ترفض سلطات الاحتلال تقديم العلاجات الضرورية لهم لشفائهم ما ادى الى استشهاد العديد منهم، والذي كان آخرهم الشهيد كمال أبو وعر الذي كان يعاني من مرض السرطان منذ سنوات دون تقديم العلاج اللازم له، وقبله العديد من الذين استشهدوا جراء هذا الاهمال الطبي المتعمد والذي يؤدي الى الموت البطيء كما تخطط سلطات الاحتلال.

وأمس حذرت عدة مراكز ومنظمات تعنى بشؤون الحركة الاسيرة من الوضع الصحي المتدهور للأسير المريض بالسرطان نضال ابو عاهور، مشيرة الى انه قد يلقى لا سمح الله مصير الشهيد أبو وعر، جراء هذا الاهمال الطبي المقصود، والذي يتعارض مع كافة القوانين والاعراف الدولية المنصوص عليها في مواثيق الامم المتحدة التي تضرب بها دولة الاحتلال عرض الحائط، دون رقيب أو حسيب، وكأنها دولة فوق كل هذه القوانين والاعراف، وفوق الامم المتحدة نفسها، تدعمها في ذلك الادارات الاميركية المتعاقبة وخاصة ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المنتهية ولايته بلا رجعة.

وأمس أيضاً أعلنت هيئة الأسرى والمحررين عن اصابة الأسير عماد ابو رموز بورم سرطاني، الى جانب مشاكل وآلام في الكلى دون ان تقدم له سلطات الاحتلال ادنى انواع الرعاية الصحية اللازمة.

ان هذه السياسة الاحتلالية وغيرها من السياسات تستوجب قيام المنظمات المعنية بالأسرى وبحقوق الانسان، بالاستنفار من اجل كشف حقيقة هذا الاحتلال الغاشم والضغط على دولة الاحتلال من اجل تقديم العلاجات اللازمة لهؤلاء الأسرى الذين ضحوا بحريتهم من أجل حرية شعبهم.

وعلى السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل والقوى اثارة موضوع الاسرى في كافة المحافل الدولية من اجل ابقائهم على قيد الحياة لحين تحررهم من القيد.

فبدون التحرك الفلسطيني المتواصل وعلى أعلى المستويات فإن العالم لن يتحرك، ويبقى الاحتلال يمارس سياسة القتل البطيء لأسرانا في سجونه الحجرية.