الجامعة العربية لم تنفذ أي بند يتعلق بتحرير فلسطين!!

2 يناير 2021آخر تحديث :
الجامعة العربية لم تنفذ أي بند يتعلق بتحرير فلسطين!!
الجامعة العربية لم تنفذ أي بند يتعلق بتحرير فلسطين!!

الجامعة العربية لم تنفذ أي بند يتعلق بتحرير فلسطين!!

قابضون على الجمر متفائلون

بوحدة شعبنا وصموده واستمرار نضاله…

بقلم فيصل ابو خضرا

بداية ومع بداية عام جديد ومضيّ عام غير مأسوف عليه من عمر البشرية ومع

احتفال شعبنا في الوطن والشتات بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي الوقت الذي حدّد فيه الأخ الرئيس محمود عباس في خطابه الشامل بهذه المناسبة الثوابت الوطنية وفي مقدمتها انهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيده “اننا باقون على أرضنا ومتمسكون بحقوقنا وثوابتنا وسنتصدى لممارسات إسرائيل العدوانية بتمتين جبهتنا الداخلية وتحقيق المصالحة الوطنية” وفي الوقت الذي يواصل فيه شعبنا صموده ونضاله من أجل الحرية والاستقلال رغم كل ما يواجهه من وحشية الاحتلال والمستعمرين، وسط كل ذلك، يتجدد الأمل في نفوسنا بقدرة هذا الشعب العظيم على المضي قدما في مسيرته الطويلة والشاقة وفاء لعشرات الآلاف من شهدائه وجرحاه وأسراه وتجسيدا لحقه الطبيعي في الحرية وفي العيش حرا سيدا على تراب وطنه فلسطين. كما يتجدد فينا الأمل بتغير الكثير من الظروف والمعادلات التي تعترض مسيرة هذا الشعب الصابر المناضل.

ولا بد ان نستذكر الماضي لاستشراف المستقبل في هذه الظروف الصعبة التي وجد الشعب الفلسطيني نفسه فيها من احتلال كامل لوطنه فلسطين من قبل عصابات صهيونية اشكنازية أتتنا من شمال اوروبا بدعم غربي غير محدود، ومن ثم احتلال ما تبقى من فلسطين عام ١٩٦٧ حيث تزعمت امريكا هذه الدول الداعمة للاحتلال، وصولا لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وطرد أكبر عدد ممكن ممن تبقى يعيش على ارضه وارض أجداده.

لقد ذكرت في مقال سابق انه لا بد من فتح ملفات تاريخية حول الأسباب التي أدت بنا إلى ما نحن فيه اليوم من واقع مؤلم، ليس فقط لتفنيد المزاعم والافتراءات التي يطلقها البعض ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وإنما ايضا لتذكير اؤلئك ان ما حل بشعبنا يبقى مسؤولية عربية إسلامية دولية بالدرجة الأولى.

لقد بدأت نكبتنا منذ العام ١٨٩٧م وتوصيات مؤتمر الحركة الصهيونية بقيادة الصهيوني ثيودور هرتزل ، حيث تم وضع اسس وأساليب احتلال فلسطين على مراحل. وبدأت المرحلة الاولى بقيام الحاكم العسكري اتاتورك في العام ١٩٠٣م بفتح ابواب فلسطين للهجرة الصهيونية ،والمرحلة التالية اتفاقية سايك سبيكو في العام ١٩١٦م بين الدول الاستعمارية الغربية، التي اعطت حكم فلسطين لبريطانيا وذلك لدعم احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين، وقد تم تثبيت ذلك بالإعلان عن وعد بلفور المشؤوم، الذي قررت فيه بريطانيا زرع السرطان الصهيوني في فلسطين. بالمقابل كان هناك ضعف تام من الجيوش العربية لانها لم تكن تملك السلاح الكافي لدحر العصابات الصهيونية التي كان تعدادها ٦١٠٠٠ مقاتل مع العلم ان الزعامة الفلسطينية التي ادركت مطامع وأهداف بريطانيا وامريكا واوروبا بدعم هذه العصابات في تأسيس دولة اسمها اسرائيل على أنقاض فلسطين، التي هي وقف اسلامي عربي، كي تقوم هذه الدولة مقام الاستعمار البريطاني -الفرنسي، واستلام امريكا للملف الشرق اوسطي، اي الدول العربية لما فيها من خيرات وثروات طبيعية ولموقعها الاستراتيجي.

الشعب الفلسطيني قاوم الاحتلال البريطاني الصهيوني منذ الانتداب البريطاني وكانت ذروة المقاومة في العام ١٩٢٨-١٩٢٩م التي سميت بثورة حائط البراق وقتل فيها من الفلسطينيين واليهود المئات، وكان محورها محاولات الصهاينة السيطرة على حائط البراق، ثم صدر بعدها قرار من عصبة الأمم في سان فرانسيسكو بان هذا الحائط وقف إسلامي عربي فلسطيني، وفي العام ١٩٣٦م نفذ الفلسطينيون اضرابا شاملا لمدة ستة شهور وهو اكبر واطول اضراب شامل في العالم رفضا لكل المؤامرات البريطانية في فلسطين ومن بعدها صدر الكتاب الابيض الذي ينص على وقف الهجرة اليهودية ، ولكن ايضا بريطانيا لم تلتزم به.

وبدأ تنفيذ هذه الخطة بتأسيس الجامعة العربية بدعم رئيس الوزارء البريطاني، انتوني ايدن في العام ١٩٤١م، وتلتها اجتماعات مكثفة بين مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر وجميل مردم بك رئيس الوزراء السوري في العام ١٩٤٤م ، وقد سميت الجامعة العربية حسب توصية النحاس باشا وبدأت من سبع دول عربية ، وهي مصر، سوريا ، المملكة العربية السعودية ، لبنان ، العراق و اليمن، شرق الاردن ، وكان أول مهامها، استقلال فلسطين فيما الدول العربية مازالت تحت الاحتلال البريطاني الفرنسي.

المصيبة الاولى ان هذه الجامعة لم يكن يحضرها اي زعيم فلسطيني ممثلا لفلسطين، وفي اخر اجتماع لهذه الدول في مدينة انشاص المصرية بزعامة الملك فاروق الاول في العام ١٩٤٦م مابين ٢٨-٢٩ تشرين الثاني، تم التوافق على عدة قرارات اهمها دعم الشعب افلسطيني بالسلاح والمال للدفاع عن بلده فلسطين، وكان الزعيم الفلسطيني موسى العلمي، ولكن بدون دعوتة للاجتماع الا بعد الانتهاء من إصدار تلك القرارات.

هذا الاجتماع كانت قراراتة مع الاسف حبرا على ورق، لان الزعيم الفلسطيني لم يكن حاضرا كي يضع الية حقيقية لتنفيذ هذه القرارات خصوصا الدعم المسلح .

ومنذ العام ١٩٤٦م وحتى العام ١٩٤٨م عقدت عدة اجتماعات لوزراء الدفاع العرب بدون اي ممثل فلسطيني كي يضع الشعب الفلسطيني آلية أو خطة واقعية لتنفيذ ما صدر عن قمة انشاص.

وفي آخر اجتماع وقبل خروج الجيش البريطاني من فلسطين في ١٥ ايار في العام ١٩٤٨م، وكان في مصيف صوفر اللبناني، وقد مثل السعودية الشيخ يوسف ياسين الذي ارسلة العاهل السعودي الملك عبد العزيز آل سعود رحمة الله ، وكان اجتماعا صاخبا، وقد طالب الشيخ يوسف ياسين بناء على رغبة الملك بتنفيذ قرارات انشاص بدعم الشعب الفلسطيني بالسلاح والمال بدون نزوح الشعب من بلاده، ولكن مع الاسف رُفض هذا الاقتراح باجماع الوزراء وقرروا تعيين الجنرال كلوب باشا قائدا للجيوش العربية، حيث نصحت الدول العربية الزعماء الفلسطينيين بالخروج الى الدول العربية المجاورة لمدة ١٥ يوما فقط حتى يتم تحرير فلسطين، ومع الأسف فإن الشعب الفلسطيني الذي تعرض لعشرات المجازر الصهيونية واستمع إلى هذه المقولة اعتمادا على قوة الجيوش العربية هُجِّر من دياره قسرا وسط هزيمة هذه الجيوش جميعا أمام العصابات الصهيونية المدعومة سلاحا ومالا من بريطانيا وامريكا والدول الأوروبية، وحتى ان الجيش العراقي وصل الى جبل الكرمل، وعندها صدرت له الاوامر بالانسحاب الى خارج فلسطين.

النكبة الكبرى لم تكن في العام ٩٤ بل كانت في العامين ١٩٤٩-١٩٥٠ م عندما وقعت دول الطوق العربية اجمع هدنة دائمة ، وهي الاردن ، سوريا، لبنان، ومصر بدون شرط عودة اللاجئين، كما نصت عليه القرارات الأممية خاصة القرار ١٩٤ الذي نص على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم، وعندها قال بن غوريون “لا اصدق ما حصل ، والان اصبح لنا دولة معترف بها دوليا بدون فلسطينيين”.

هذا تاريخ مختصر لما حصل كي تكون الحقيقة هي الفصل عند الاجيال الحاضرة والقادمة. ونحمد الله بان هذه الاجيال لم تنس فلسطين كما كان يعتقد الاعداء، بل بالعكس ظل شعبنا صابرا ، شجاعا ، مقاوما للعدو بصدور عارية، منذ ذلك التاريح حتى اليوم، ليطمئن اباؤنا واجدادنا وشهداؤنا وأسرانا الابطال بأن شعب فلسطين المقاوم سيبقى على العهد مهما حصل عجز عربي أو إسلامي وتخاذل دولي.

بعض الفصائل تعتقد خطأ ان اتفاقية اوسلو هي العثرة الكبرى في مسيرتنا النضالية، وهنا اريد ان اذكر هذه الفصائل انه لولا اوسلو لما كانت قياداتها وكوادرها وعائلاتهم في ارض الوطن اليوم، ولما اعترف العالم أجمع بفلسطين دولة تحت الاحتلال، ولكن مع الاسف تأمل شعبنا من هذه الفصائل ان تتحد تحت راية واحدة وهي التحرير، لا ان يكون انفصال قطاع غزة عن باقي الوطن المتواصل الى الان منذ أكثر من ١٣ عاما.

هذه ايضا نكبة اخرى يتحملها الشعب الفلسطيني الصابر الصامد أمام هذا الاحتلال العنصري الذي يقتل اطفالنا ويهدم بيوتنا ويصادر أراضينا ويقم المزيد من المستعمرات ويمس بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية كل يوم دون رد حقيقي من هذه الزعامات الا التنديد والوعيد الذي تعبنا منه.

كما ان من أهم بنود اتفاقية اوسلو ان الضفة الغربية وقطاع غزة ولاية جغرافية واحدة، ومع الأسف حصل انقلاب حماس وتم فصل القطاع عن باقي الوطن ، وهو ما يخدم هذا الاحتلال الذي يسعى لتكريس الانقسام.

نحن الان أمام مفترق طرق فإما ان نعودشعبا واحدا لنا هدف وطني وحقوق مشروعة اعترف بها المجتمع الدولي ونناضل لتحقيق هذه الحقوق، حسب القرارات الدولية التي وقعت عليها امريكا والعدو المحتل ، كي نرسي اساس اللدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الى ديارهم وإما استمرار التراجع والضياع وهو ما يستفيد منه العدو لاستكمال مخططاته في تصفية القضية.

أما رفع الشعارات البراقة من قبل بعض الفصائل أو الدول التي تدعي حرصها على فلسطين كإيران فنقول لها: ما الذي فعلته منذ عقود لتحرير فلسطين من البحر الى النهر كما تدعي؟ وهل يعقل ان يظل قرار البعض مرهونا بأطراف إقليمية لا تضع مصلحة فلسطين وشعبها في مقدمة اولوياتها بل تضع مصالحها الخاصة فوق كل اعتبار للهيمنة على المنطقة العربية؟

لقد طالبنا ونطالب وسنظل نطالب بإنهاء هذا الانفصال المشين، والعودة الى حضن فلسطين وشعبها وليتق الله كل من يتمترس خلف هذا الانقسام ويلتفتوا إلى المصالح الحقيقية لشعبنا حتى نستعيد الوحدة الوطنية بجميع ابعادها المجتمعية والسياسية ومقاومة هذا الاحتلال بدون توقف حتى ننتزع الحرية والاستقلال بشروط الشرعية الدولية واولها عودة اللاجئين الى قراهم ومدنهم واملاكهم التي لم ولن تباع الى الاعداء وغير الاعداء لان فلسطين والقدس ليستا للبيع مثل ما اراد غير المؤسوف عليه ترامب الجاهل تاريخيا ودينيا وطاقمه الموالين للصهيونية والاحتلال، ولنبقى كما قال الأخ الرئيس محمود عباس” قابضين على الجمر متحملين صابرين دفاعا عن الوطن والهوية”… والله المستعان