حديث القدس
للمقاومة الحقيقية والصمود القوي في وجه التحديات يجب ان تتوفر عوامل عدة لكي يستطيع الانسان فعلاً الدفاع عن حقوقه ووطنه، وفي مقدمة هذه العوامل توفر أبسط شروط المعيشة من وسائل صحية وغذائية ومعنويات عالية، وبدون ذلك تنعكس سلبيات كثيرة على المواطن.
ومناسبة هذا الكلام هو التوصل الى اتفاق تهدئة بين حماس واسرائيل بجهود قطرية، ويشمل هذا الاتفاق رفع اجراءات الحصار الذي يفرضه الاحتلال، ومد خط غاز الى القطاع، كما ان سلطات الاحتلال اعلنت عن فتح معبر كرم ابو سالم التجاري الوحيد في جنوب قطاع غزة أمام حركة البضائع بما في ذلك الأمر الأهم وهو الوقود لإعادة الحياة الى تيار الكهرباء بما تمثله من فوائد وضرورات، وكذلك اعادة مسافة الصيد البحري الى ١٥ ميلاً، بالاضافة الى قضايا معيشية اخرى كثيرة.
ان نحو ٢ مليون انسان يعيشون في ظروف مأساوية في القطاع الضيق المساحة للغاية ويعتبر من أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان في العالم، ورفع الحصار وادخال البضائع وتحريك عجلة التجارة والحياة من أهم مقومات الصمود والثبات والدفاع الحقيقي عن الحقوق والوطن.
ان المطلوب في هذه المرحلة بصورة خاصة هو الحفاظ على التهدئة فعلياً وانعاش الوضع الانساني بكل مقوماته حتى يستطيع المواطن العيش بقوة ومعنويات عالية، وبالتأكيد فإن هذا الموقف لا يعني أبداً القبول بالاحتلال بكل ممارساته وسلبياته، وانما تعزيز الصمود لمواجهة هذا الاحتلال بكل تحدياته.
وفي هذا السياق نكرر المطالبة باستعادة الوحدة الوطنية ولا سيما ان السلطة الفلسطينية قد بدأت من خلال الحكومة بإجراء اتصالات مع غزة لتقديم ما يمكن من خدمات صحية وانسانية، ونأمل ان يتوصل الاجتماع المقرر لقادة الفصائل خلال الايام القريبة القادمة الى اتفاق وطني وحدوي حقيقي ويعيد الحياة الى الموقف الموحد في ظل ما يمثله الاحتلال من تهديدات للوطن والوجود أساساً.