حديث القدس
استهداف المسجد الاقصى المبارك من قبل سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين/المستعمرين ليس بالأمر الجديد، فهذا الاستهداف منذ احتلال القدس الشرقية وباقي الأرض الفلسطينية، فأطماع الاحتلال لا تقتصر على الاقصى بل على كامل فلسطين من النهر الى البحر، ولكن الشيء الجديد هو ان الانتهاكات الاحتلالية لأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين أصبحت يومية، وتحاول، بل وتعمل على تجريد الأوقاف الاسلامية من صلاحياتها واشرافها على الاقصى، وكذلك الضرب بعرض الحائط بالوصاية الاردنية على المقدسات الاسلامية وفي مقدمتها المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وغيرهما من المقدسات، حتى ان دولة الاحتلال طالت انتهاكاتها المقابر الاسلامية دونى احترام للموتى.
وأمس فقط، منعت شرطة الاحتلال المتواجدة في ساحات المسجد الاقصى أعمال الترميم التي يقوم بها العمال بإيعاز من مجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية داخل قبة الصخرة المشرفة، كما انها تمنع أي أعمال ترميم في المسجد الاقصى المبارك رغم ان هذه الاعمال هدفها صيانة المسجد وكذلك مسجد قبة الصخرة، والتي هي من صلاحيات مجلس الاوقاف وكذلك اللجنة الاردنية.
وهذا الامر يعني ان دولة الاحتلال أصبحت علناً تعمل على هدم الأقصى وقبة الصخرة المشرفة من اجل اقامة ما يسمى بالهيكل، والذي أثبتت جميع الدلائل والحفريات بأنه لا وجود لهذا الهيكل المزعوم في منطقة المسجد الاقصى المبارك.
كما ان الهدف الاحتلالي ايضاً هو جعل المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة ينهاران بصورة بطيئة، خاصة وان الحفريات أسفل المسجد مستمرة ومتواصلة للوصول الى هذا الهدف المشؤوم والذي يتطلب اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الانتهاكات وافشال الاهداف الاحتلالية سواء من قبل السلطة الفلسطينية أو المملكة الاردنية الهاشمية صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
ويعود التمادي الاحتلالي في انتهاكاته بسبب ردود الفعل الباهتة المتخذة ضد الاحتلال، واكتفاء المجتمع الدولي والامم المتحدة بإصدار بيانات الشجب والتنديد دون اتخاذ اية خطوة عملية أو حتى التهديد بمعاقبة الاحتلال على هذه الانتهاكات التي ترتقي لمستوى الجرائم.
ويزداد هذا التمادي لأن اقتحامات المستوطنين واقامتهم صلوات تلمودية داخله لا تلقى الرد المناسب والضروري وكذلك قيام سلطات الاحتلال بتقسيمه زمانياً ومحاولاتها المتواصلة لتقسيمه مكانياً.
ان الاقصى لا يخص الفلسطينيين ولا المقدسيين وحدهم ولا أهلنا في الداخل الفلسطيني، بل يخص جميع العرب والمسلمين والدفاع عنه هو فرض عين على كل عربي ومسلم، فالأقصى يستغيث فهل من مغيث وهل هناك من يستجيب للدفاع عنه بالطرق المشروعة؟.