حديث القدس
ألقى القائم بأعمال المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز كلمة أمام مجلس الأمن قال فيها إن الرئيس بايدن سيستأنف دعم الفلسطينيين وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقها الرئيس السابق ترامب، والأهم في خطابه انه أكد أن سياسة الرئيس الأميركي الجديد ستكون دعم حل متفق عليه بين اسرائيل والفلسطينيين لوجود دولتين، أي اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب اسرائيل التي تنعم بالأمن والاستقرار، كما قال.
هذا الكلام يبدو ايجابيا، ولكنه بحاجة الى كثير من التفاصيل ومساعي التنفيذ، الدولة الفلسطينية المقترحة ما هي حدودها، والاستيطان الذي يلتهم الضفة، ما مصيره؟ وما هي خصائص الدولة القابلة للحياة برأيه..؟
نحن شعب مستعد للسلام ومواقفنا واضحة ولكن في إطار أبسط الحقوق أي إقامة الدولة الفلسطينية في حدود 5 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا يتطلب وقف كل أعمال التهويد والاستيطان.
نحن نرحب بالموقف الأميركي هذا الذي يتمثل بالدعوة الى حل الدولتين واستئناف دعم شعبنا وفتح مكاتبنا في واشنطن.. ولكن الأمر بحاجة الى كثير من التوضيح والأفعال وليس مجرد الخطابات ولا سيما ونحن نرى ما يمارسه الاحتلال من أعمال مدمرة لكل احتمالات السلام وحل الدولتين..!!
المطلوب ليس مجرد البيانات والخطابات في مجلس الأمن
مجلس الأمن من أعلى وأهم المؤسسات الدولية، وقد اجتمع ممثلو الدول الأعضاء لمناقشة مبادرة الرئيس ابو مازن للسلام في المنطقة، وهذا الاجتماع والهدف منه يشكلان دعما معنويا لنا، وقد جاءت كلمات الوفود المختلفة ومن مختلف أنحاء العالم، مؤيدة للمبادرة وقرار اجراء الانتخابات الفلسطينية والتأكيد على رفض الاستيطان باعتباره يشكل عقبة أمام أي حل سياسي في المنطقة.
من المعروف إن مبادرة الرئيس للسلام كان قد عرضها أمام المجلس في 20 شباط من عام 2018، أي قبل نحو ثلاث سنوات، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم يتحرك المجتمع الدولي ولا مجلس الأمن هذا، تحركا عمليا، وظلت اسرائيل تواصل ممارساتها بدون أي اعتبار أو اهتمام بمجلس الأمن ولا الخطابات التي يتم القاؤها في قاعته، حتى والاجتماع قائم في نيويورك كان الاحتلال يتوسع ويتغطرس ويمنع حتى أعمال الترميم في الحرم القدسي ويسمح لغلاة المتطرفين من اليهود باقتحام ساحاته واقامة الشعائر الدينية في تحد صارخ لكل مشاعر وحقوق شعبنا وكل الذين يؤيدونه.
لم يعد الكلام يجدي وقد تكررت هذه المواقف مرارا منذ سنوات عدة، وستظل كذلك في المستقبل أيضا اذا لم تتخذ الدول الرافضة للاستيطان والمؤيدة لنا، مواقف عملية والضغط على الاحتلال لكي يوقف هذه الممارسات المدمرة.