بقلم: رشيد حسن
سقط القرصان ترامب في الانتخابات… ورحل مكرها عن البيت الابيض.. كما طرد صديقه ابليس من الجنة.. ولكن قراراته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ونعني«صفقة القرن».. لا تزال قائمة. جاثمة، على صدر هذا الشعب.. ولا زالت حكومة نتنياهو المتطرفة حليفه وصديقه، متمسكة بهذه القرارات، وتعمل ليلا ونهارا على تنفيذها.. لتصبح امرا واقعا يستيحل تجاهله او تجاوزه..!
والمفاجىء في الامر الى حد الصدمة، أن وزير خارجية العهد الجديد، اعلن أمام الكونجرس، بأنه لن يقوم بسحب السفارة الاميركية من القدس.. وهذا يعني ان ادارة بايدن التي رحبت الكثير من الانظمة العربية بقدومها، تؤيد قرار القرصان.. والذي يشكل انتهاكا خطيرا لقرارات الشرعية الدولية وللقانون الدولي، الذي يعتبر القدس الشرقية والضفة وغزة اراضي محتلة.. وهو القرار الذي يشكل محور «صفقة القرن»..!
فاذا ما قمنا بتوسيع دائرة البيكار قليلا.. فلا بد ان نسأل ونتساءل: هل سيقوم بايدن باجبار اسرائيل على وقف الاستيطان؟ وهذا هو التحدي الاهم والابرز امام هذه الادارة.. تنفيذا لقرار مجلس الامن 2334؟ ام سيكتفي فقط بسياسة الادانة والاستنكار؟ كما هو شأن كافة دول العالم، وخاصة دول الاتحاد الاوروبي..اذ يقتصر فعلها على الادانة فقط، فيما جرافات العدو تنهب الارض الفلسطينية، وتقتلع الاشحار، وتفرض الامر الواقع حتى باتت جغرافية الضفة الغربية عبارة عن «كانتونات» وجزر معزولة يستحيل معها اقامة دولة متواصلة جغرافيا.. ما يعني سقوط حل الدولتين عمليا..!
بايدن صديق حميم لاسرائيل وللمتطرف نتنياهو .. ونائبة الرئيس صديقة مقربه من نتنياهو ومتزوجة من يهودي اميركي، ومن المعلوم ان «الايباك» قام بدعمها في الانتخابات .. وتجزم اوساط مطلعة ان اللوبي اليهودي سيعمل على ترشيحها للرئاسة في الانتخابات الرئاسية القادمة بعد اعلان بايدن عدم نيته الترشح لدورة ثانية.
ومن ناحية اخرى فالحزب الديمقراطي هو صديق لاسرائيل من عهد ترومان الذي رمى بكل ثقله لاقرار قرار التقسيم رقم 181 في الأمم المتحدة، والذي يشكل التجسيد الفعلي لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم، واكبر خطيئة ترتكبها الأمم المتحدة.
ان وعد القرصان لا يزال قائما ولن يقوم بايدن بالغائه بعد الموافقة على بقاء السفارة في القدس المحتلة ولن يقوم باجبار اسرائيل على وقف الاستطيان وسيكتفي كما اسلفنا بالتنديد الناعم.. ما يعطي نتنياهو الفرصة، والوقت الكافي لاستكمال تنفيذ «مؤامرة القرن».. واستكمال ضم الاغوار.. وقد تم بالفعل ضم القسم الاكبر منها دون إعلان..
باختصار.. «صفقة القرن» لم تدفن بعد.. رغم خروج عرابها الى مزبلة التاريخ.. ولن يقوم بايدن بالغائها علنا..بعد موافقته على بقاء السفارة الاميركية في القدس المحتلة.
فهل سيكون عهد بايدن أخطر من عهد القرصان ترامب؟!
عن “الدستور” الأردنية