حديث القدس
من المقرر أن تبدأ في القاهرة بعد عدة أيام اجتماعات للحوار الوطني باشتراك الفصائل كافة، وهذه ليست أول اجتماعات من نوعها فقد سبقتها لقاءات واتصالات وجلسات حوار عديدة في دول مختلفة، وقد انتهت جميعها الى الحال الذي نحن عليه حاليا من انقسام وخلافات فصائلية.
شعبنا لا يريد مجرد اجتماعات وبيانات ايجابية ووعود ومصافحات ثم عودة الجميع الى المربع الأول من الركض وراء المصالح الفئوية أو الشخصية دون تحقيق أي ترجمة فعلية لنتائج الاجتماعات والبيانات الكثيرة.
نحن نمر في واحدة من أصعب مراحل قضيتنا ومستقبلنا، والاحتلال لا يتوقف عن ممارساته التوسعية أو القمعية، فقد هدموا منشآت عدة في أكثر من منطقة، وتعهد رئيس وزراء الاحتلال نتانياهو بتسريع بناء مستوطنة جديدة في شمالي القدس على أرض المطار والمتطرفون اليهود لا يتوقفون عن اقتحام المسجد الأقصى المبارك واستمرار الحفريات في ساحة البراق وتحت القدس القديمة، وهذا طبعا بالاضافة الى ما هو معروف من مستوطنات قائمة وأعمال التهويد التي لا تتوقف في مختلف أنحاء الضفة وبصورة خاصة بالقدس.
وبالمقابل، فإننا نرى التطبيع يتزايد ليس بين بعض العرب واسرائيل فقط، ولكن بين اسرائيل ودول إسلامية آخرها كوسوفو، بالاضافة الى التطبيع بين دول خليجية والسودان والمغرب مع اسرائيل.
هذه الأوضاع الصعبة تفرض علينا الوقوف صفا واحدا قويا ومتماسكا لمواجهة ما نواجهه من تحديات، وأول هذه المتطلبات هو استعادة الوحدة الوطنية والارتفاع فوق كل الخلافات السياسية والحزبية والفئوية وغيرها.
إن اجتماعات القاهرة للحوار الوطني ستكون إما فرصة ايجابية لدعم الصمود الوطني والوقوف في وجه الاحتلال بكل ممارساته بشكل عملي وميداني أو تكرار البيانات والمواقف اللفظية، التي لم يعد شعبنا يعيرها أي اهتمام.