بقلم: محمد خروب
في شباط الجاري… يستعد «عملاق» منصّات التواصل الاجتماعي «فيسبوك», الذي يتوفّر على شركات وتطبيقات جاذبة، جعلت أكثر من ملياري نسمة من بين المليارات السبعة سكان كوكبنا, ينضمون إليه ويجدون فيه أنفسهم كما منصات أخرى ولكن بأعداد أقل. نقول: يستعد فيسبوك لإعلان موقفه من ضغوط الأذرع الصهيونية/ والمُتصهينة الطويلة والأخطبوطية, التي تضرب في كل مكان وتحقّق انجازات ملموسة على أكثر من صعيد، مستخدمة ما تتوفر عليه من دهاء وإمكانات مالية ونفوذ سياسي, وخصوصاً إعلامي, واستثمار لا ينتهي في «الهولوكوست», على نحو نجحت باستصدار قوانين مُلزِمة في أكثر من بلد غربي, يعتبر انتقاد الصهيونية ضرباً من ضروب معاداة السامية. كما حدث في فرنسا ودول أوروبية وبعض الولايات والجامعات الأميركية.
فيسبوك…وبعيداً عن «يهودية» رئيسه زوكربيرغ، لم يحسم أمره بعد من هذه «الإشكالية» رغم انعدام وصف الإشكالية فيها, وهي اعتبار الصهيونية واليهودية وجهان لعملة واحدة. ومَن ينتقد أحدهما يُدمغ باللاسامية, ويدخل دائرة الشيّطنة وتشويه السمعة والاغتيال الشخصي والاجتماعي وخصوصاً السياسي, على نحو يُحاذِر منافقو الغرب من الساسة والأكاديميين والإعلاميين…«الإنزلاق» إلى مواجهة مع لوبيات شيطانية, لا تتورع عن استخدام كل الوسائل والأساليب القذرة لتحقيق أهدافها السياسية الخبيثة, حيث لا أهمية هنا أو قيمة لما دأبوا على صدع رؤوسنا وعقولنا به, من تنظيرات وكلام مُنمّق عن حرية الرأي والتعبير وحق الاختلاف والسجال بشأن حقوق الإنسان, وعلى رأسها حق تقرير المصير للشعوب ومقاومة الاحتلال وفضح ارتكاباته ومقارفاته, وإدانة العنصرية والتمييز وخطاب الكراهية, وغيرها من الظواهر الآخذة بالتجذّر في بقاع مختلفة من العالم, كالشعبوِيّة والإسلاموفوبيا وتفوق العِرق الأبيض.
هذا… حال قرّر فيسبوك الخضوع للابتزاز الصهيوني والتذرّع بمحاربة اللاسامية, التي ترفع راية التحذير من أوهامها منظمات وهيئات صهيونية فاشية وعنصرية، يدفع إلى المقدمة «ديكتاتورية» منصّات التواصل الاجتماعي وتسييس فضاءاتها, والإحتكارية التي تمارسها ضد الذين لا يلتقون مع مواقفها السياسية. في وقت يُفترَض توفّر حياديّتها, مع خضوع المشاركين فيها لضوابط ومعايير أخلاقية وقانونية, وليس لضوابط ومواقف سياسية تصب لصالح هذه الدولة/المنظمة/الجماعة أو تلك.
أمر كهذا بدأ يثير قلقاً لدى دول عديدة خاصة أن الولايات المتحدة باتت توظِّف تلك المنصات لصالح خطابها السياسي يشاركها في ذلك مسؤولو المنصات, كما شهدنا في حالات كثيرة من الحجب والحذف والإغلاق المُوقّت والدائم على نحو، كما فعلت وتنوي فعله دول عديدة. كان لافتاً تصرَيح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيدف, وكشف أن لدى بلاده إمكانات لتشغيل الجزء الروسي من الإنترنت (Runet) بشكل مستقل، لكن لن تدفع بهذا الإتجاه، رغم أن كل شيء جاهز من الناحية الفنية وتم اتخاذ القرارات من الناحية التشريعية, والمسألة تكمن «أضاف» أنها خطة احتياطية في حال «فصْل» روسيا عن الشبكة العالمية, رابطاً ذلك بمسائل أخرى….من ضمنها الحديث المستمر عن فصل روسيا عن النظام الدولي لنقل المعلومات, وتنفيذ المدفوعات بين المصارف SWIFT دون نسين أو إهمال ما فعلته الصين في هذا الاتجاه, كذلك إيران ودول أخرى على الطريق.
عن “الرأي” الأردنية