حديث القدس
انتهى الحوار الفلسطيني بين كل القوى والفصائل بنتائج ايجابية تركزت حول الانتخابات التشريعية القادمة وما يتعلق بها من تداعيات وضرورات والتوافق على كل القضايا المطلوبة لضمان عملية ديمقراطية، حرة ونزيهة وتعبر عن رأي الشعب.
ومن بين نقاط الاتفاق تشكيل محكمة قضائية من قضاة من القدس والضفة وقطاع غزة تكون وحدها المخولة بكل ما يتعلق بالانتخابات من نتائج وعمل كل ما يمكن من خطوات واجراءات لضمان مشاركة القدس في هذه العملية الهامة، ترشحاً وانتخاباً، وتكون هي المرجعية الوحيدة.
كذلك تم التوافق على ضرورة الافراج عن كل المعتقلين لأسباب سياسية أو لأن له آراء مختلفة وكذلك تخفيض بعض الرسوم المتعلقة بالترشح وتداعياته، وان تشرف الشرطة الفلسطينية وحدها على عمليات الانتخاب وان تلتزم الاجهزة الامنية كلها بالحياد التام، وضمان الحرية الكاملة لكل القوى والتنظيمات على اختلاف توجهاتها السياسية، كما اتفق المشاركون في هذا الحوار على عقد اجتماع آخر في آذار المقبل لمتابعة كل ما يتعلق بهذا الأمر.
لقد عانى شعبنا كثيراً من الانقسام ومن غياب الانتخابات الحرة النزيهة، وسيكون اجتماع القاهرة هذا نقطة تحول كبيرة على كل المستويات وسيكون بارقة أمل تشرق في سمائنا الملبدة بغيوم الاحتلال والانقسام وشرذمة الفصائل والقوى والاهتمام بالمصالح الفئوية الضيقة أو حتى الشخصية.
ان هذه المواقف الواضحة ينقصها شيء أساسي وهو التنفيذ الميداني والتزام كل الذين وقعوا على هذه الاتفاقات بها والعمل بموجبها، لأن لنا تجارب كثيرة بالاجتماعات والبيانات الايجابية ثم الانتهاء بعدم التنفيذ والبقاء في الدوامة نفسها من الدوران بينما الاحتلال يتغطرس ويتوسع ويصادر الأرض ويقيم المستوطنات ويعمل على التهجير والتهويد ولا يستمع لأية أصوات سوى الفعل والقوة، ونحن في وحدتنا وتطوير حياتنا الديمقراطية وتفعيل القوى الشعبية قادرون على الصمود والتصدي لكل ممارسات الاحتلال والبقاء أقوياء فوق أرضنا والحفاظ على وجودنا ومستقبلنا …!!