بعد تصالح الفصائل….. بقي التصالح مع الشعب!

10 فبراير 2021آخر تحديث :
بعد تصالح الفصائل….. بقي التصالح مع الشعب!
بعد تصالح الفصائل….. بقي التصالح مع الشعب!

بقلم: نبيل عمرو

رغم معرفتي الدقيقة لحجم تأثير الفصائل في حياتنا، الا انني اشعر بالارتياح جراء ما رشح من انباء عن الحالة الإيجابية التي نشأت في حوارات القاهرة، وخلاصتها الجوهرية ذهاب الجميع الى الانتخابات العامة بحلقاتها الثلاث المتوالية ومحددة الأوقات.

واذا ما عرفنا ان واقع الفصائل يتميز بالقدرة على الإعاقة بدليل عدم التقدم في أي اتجاه في زمن حكمها وتحكمها، الا اننا نسعد اذا ما تم الاتفاق والتفاهم ليس على مستوى القوى السياسية بل وعلى مستوى مكونات المجتمع، حتى حين تنقل لنا الاخبار، ان نزاعا عائليا سال فيه دم قد حسم بمصالحة.. نشعر بسعادة كذلك.

الفصائل.. كبيرها وصغيرها سوف تخوض معركة الدفاع عن نفوذها مع ثلاثة ملايين ناخب او اكثر ربما، وفي عملية انتخابية يزداد التحكم بمدخلاتها ومخرجاتها صعوبة وربما استحالة.. وعبر أدوات انهكها صراعها الداخلي الذي تفوق على الصراع مع الخصوم، وضمن بيئة لوثها الانقسام وحاصرتها قلة الحيلة وتوالد الازمات وشراسة الاحتلال وفداحة تدخله في كل تفاصيل حياتنا، وقد تمكن من توجيه قوته العسكرية والاقتصادية بكل جبروتها لحرب مع الفلسطينيين بعد ان هدأت جبهاته مع المحيط العربي، الا من بعض نتؤات قليلة الفاعلية.

في هذه البيئة ستخوض الفصائل الفلسطينية معركة نفوذها معتمدة على التراث القديم اكثر من تراث الإنجاز، ومع ان التراث القديم يستحق اوسمة، الا ان تراث الإنجاز يحتاج الى قرائن مقنعة وملموسة ترضي الناس وتستقطب تأييدهم ورهانهم، وعلى هذا الصعيد لا تملك الفصائل ما تقدم وما يغري الملايين من الناخبين للتصويت لهم.

الفصائل الفلسطينية صاحبة القدرة الفائقة على الإعاقة، بحاجة أيضا الى اجراء مصالحة مع الجمهور الذي تفصل بينه وبين الفصائل مسافات واسعة من اللا ثقة. لا تسدها الشعارات والبيانات والادعاءات، وحين ينتشر سؤال، لماذا اصوت لهذا الفصيل او ذاك وحتى للفصائل مجتمعة فلن يجد السائل جوابا شافيا يستند اليه وهو يخط اسم من سينتخب، ويدلي بورقة داخل الصندوق.

الهم الذي سيلي ما يتبلور او ينتج عن حوارات القاهرة هو.. هل ستعمل الفصائل على تطوير حضورها الجماهيري ام انها ستظل أسيرة لمعادلة “شيلني تشيلك” هذه المعادلة افرزت حتى الان حديثا عن قوائم مشتركة قوامها استسهال الحفاظ على النفوذ والدور، دون الانهماك في جهد حقيقي لاستعادة الثقة… فالنفوذ من خلال الوراثة وانعدام البديل هو اسهل ما في المعادلة بل هو ما يقرب قطاعات واسعة من الجمهور الى اليأس الذي هو المؤشر الحاسم والنهائي على انهزام صمد الشعب الفلسطيني في وجهه عقوداً طويلة من الزمن والكفاح واليقين بحتمية الفوز.

الفصائل لن تقوى على اصلاح حالها كما يفترض خلال موسم الانتخابات وتشكيل القوائم، فلا الثقافة السائدة تسمح ولا التعود على بيع انجاز الماضي كما لو انه ايقونة الحاضر والمستقبل، ان الذي يصلح الحال .. حال الجميع اقصد، هو الجمهور الذي سيمنح شرعيته الثمينة لمن يختار وبعد كل الذي مررنا فيه يفترض ان يكون الخيار متقنا ومن خلال شعار قابل للتطبيق … سأعطي صوتي لمن اراه قادرا على معالجة هموم اللحظة وليس التاريخ… وهموم اللحظة تبدأ من لقمة العيش والعدالة والكرامة لتصل الى تحرير الوطن.