حديث القدس
الاتحاد الاوروبي أكد رفضه للتوسع الاستيطاني، وقبل ذلك كانت الدول العربية من خلال اجتماع وزاري انعقد بالقاهرة قد اكدت هي الاخرى رفضها المطلق للاستيطان وكل الممارسات الاسرائيلية الاخرى، والدعم الكامل لشعبنا وحقوقه، حتى الخارجية الامريكية التي تقدم الدعم الاعمى لاسرائيل، تعلن ان القدس الشرقية هي احدى قضايا الوضع النهائي ويتم حسمها بالمفاوضات، وفي خطوة ايجابية اخرى كانت المحكمة الجنائية الدولية قد قررت بأن لها اختصاصا على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وبالاضافة الى كل هذا فان الأمم المتحدة اتخذت على مدار السنين السابقة عشرات القرارات الداعمة لنا والمستنكرة للاحتلال.
باختصار ، فان العالم كله يبدو من الناحية النظرية مؤيدا لنا ورافضا للاحتلال، ولكن من الناحية العملية نرى اشياء مختلفة سواء من الاتحاد الاوروبي او حتى من الدول العربية، ونتساءل : ماذا قعلت الدول الاوروبية لوقف الاستيطان وماذا فعلت دول عربية مختلفة ضده وضد الاحتلال، ونرى الجواب عكس هذا الكلام. فالعلاقات الاوروبية الاسرائيلية واسعة سياسيا واقتصاديا وتجاريا. وقرار وقف استيراد منتجات المستوطنات مثلا تم اختراقه والقفز فوقه، وتبادل زيارات كبار المسؤولين من الطرفين لا تتوقف.
كما ان الدول العربية التي اجتمعت بالقاهرة واعلنت دعمها لنا لم تتطرق بأي شكل الى التطبيع الذي يتوسع مع اسرائيل، وما يسمى بـ «اتفاق ابراهام» خير دليل على هذا. وفي المقابل فان التوسع الاستيطاني لا يتوقف، وقد قررت اسرائيل بالأمس اقامة مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنة «بسغات زئيف» بالقدس، والجيش الاسرائيلي يسمح للمستوطنين بالبناء في مناطق تدريباته بالأغوار ويعمل على تهجير الفلسطينيين، كما يفعل الشيء نفسه في المناطق المعروفة بالمنطقة (ج) بالضفة، كما اكدت منظمة «بتسيلم» الاسرائيلية ذلك في تقرير موسع لها حول الاستيطان.
ان الرفض الاوروبي والعربي والدولي عموما، للاستيطان ومصادرة الارض وتهجير المواطنين لا يغير شيئا من سياسة التوسع والتهويد الاسرائيلية والمطلوب مواقف عملية جادة سواء من حيث وقف التطبيع، وتقديم الدعم لنا عمليا، واتخاذ خطوات ضد الاحتلال وممارساته …!!