حديث القدس
يسعى الاحتلال لعزل نحو 140 ألف فلسطيني عن القدس في المساعي لتهويد المدينة بالاضافة الى المخططات الاستيطانية الواسعة في هذا السياق كما هي الحال، في هذه المرحلة، بحي الشيخ جراح الذي يتعرض لحملة واسعة من التهجير والاستيطان والتهويد.
وبحسب تصريحات مسؤولين اسرائيليين فإن نسبة المواطنين المقدسيين حاليا تساوي 38 ٪ من سكان القدس بشطريها الغربي والشرقي، وهم يخططون لتقليص هذه النسبة الى 10 – 12 ٪ عن طريق التهجير من جهة، وزيادة أعداد المستوطنين من جهة أخرى، ومن الوسائل المحتملة لهذا المخطط خاصة في ما يتعلق بالقدس هو تجريد آلاف المقدسيين من حق الاقامة وسلخ تجمعات مقدسية في محيط المدينة عنها، وتحويلها للادارة المدنية الاسرائيلية بالضفة، كما ان القضاء الاسرائيلي يساهم بتنفيذ هذه المخططات، وقد أصدرت المحكمة المركزية قرارا يجبر 6 عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها في الشيخ جراح رغم انها تسكنها منذ نحو 70 عاما، وأمهلت السكان حتى الثاني من أيار لتنفيذ قرار الاخلاء الاحتلالي هذا.
أي أن مخططات التهويد والتهجير لا تتوقف ، رغم كل الانتقادات الدولية، وفي هذا المجال، فقد جرت اتصالات روسية اميركية للبحث عن وسائل لتفعيل عملية السلام التي تحاول اسرائيل قتلها او هي قتلتها تقريبا بالاستيطان والغطرسة ومصادرة الأرض واقامة المستوطنات، ومع هذا فإن على المجتمع الدولي، خاصة اللجنة الرباعية الدولية، التحرك بجدية لتحقيق السلام المنشود، ووضع حد لهذا الاحتلال الذي لا يهدد المصير الفلسطيني والأرض فقط، وانما يضع منطقة الشرق الأوسط كلها في مجال الخطر والتوتر وإسالة الدماء والعنف سواء أطال الزمان أم قصر، ونحن رغم كل ما يواجهنا من تحديات، صامدون ومتمسكون بالحقوق وسنظل بأعدادنا المتزايدة شوكة في حلق الاحتلال وأطماعه ولن نستسلم أو نصمت أبدا.
وسيظل صوتنا عاليا يسمعه العالم كله، كما تسمعه روسيا وأميركا والرباعية حاليا، وان بشكل غير فعّال في هذه المرحلة، وعلى الاحتلال وقادته الذين يزدادون تطرفا ويمينية، ان يدركوا ان القادم لنا وان هذه الغطرسة لن تطول، وستنتهي كما انتهت مراحل احتلال سابقة في كثير من دول العالم..!