حديث القدس
بإصدار الرئيس مرسومي الحريات العامة ومقاعد الأخوة المسيحيين في المجلس التشريعي المقبل، تكون الفصائل والقوى ومعها جماهير شعبنا قد تقدمت خطوة اخرى نحو اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في مواعيدها، وصولاً الى حل كافة العراقيل والأسباب التي أدت الى الانقسام الاسود ليصبح من خلفنا.
كما ان اصدارهما خطوة اخرى تؤكد الالتزام من قبل السلطة الوطنية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، بما تم الاتفاق عليه خلال جلسة الحوار الوطني الفلسطيني التي عقدت في القاهرة مؤخراً وتم خلالها اصدار بيان ختامي حول المواضيع المتفق عليها على طريق انجاز الانتخابات التي هي استحقاق وطني وجماهيري خاصة بعد تأخر استمر اكثر من ١٥ عاماً.
فمرسوم الحريات العامة، هو مطلب جماهيري، فكثيراً ما طالبت به جماهير شعبنا لأنه يمس بحرية الرأي والتعبير ويمس مبدأ الديمقراطية التي لا يمكن للانسان الغنى عنه ان أراد أن يتطور ويساهم في خدمة الدولة والوطن ومناهضة الاحتلال.
فوفقاً لوثيقة الاستقلال التي أعلنها الرئيس الراحل أبو عمار في اجتماع المجلس الوطني في الجزائر، فإن الديمقراطية هي أحد الأعمدة التي تقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية والتي ستقام شاء من شاء وأبى من أبى.
صحيح ان الانقسام هو وراء المس بمبدأ الديمقراطية في الساحة الفلسطينية وان الاعتقالات التي قام بها طرفا الانقسام هي سياسية وتمس بالديمقراطية التي طالما تغنينا بها عندما كان الرئيس الراحل أبو عمار يقول نحن نمارس الديمقراطية وسط غابة البنادق، ليعبر عن الفخر بأن الفلسطينيين يمارسون الديمقراطية وهم يحملون السلاح لمقاومة المحتل، غير ان الحوارات التي جرت مؤخراً في عدة عواصم عربية واسلامية والتي كان آخرها الحوار الوطني الشامل في القاهرة، أعادت الاعتبار للمبدأ الديمقراطي الذي مارسه الفلسطينيون عندما كانت الثورة الفلسطينية تحمل السلاح المقاوم.
فالديمقراطية هي أساس نهضة الشعوب والدول وتطورها نحو التقدم والمساهمة في بناء الحضارة في بلدانها وفي حضارات العالم أجمع، فهي التي بواسطتها تتصارع الافكار وتنشط المبادرات والاختراعات التي تساهم في صنع الحضارة الانسانية.
كما ان المرسوم الرئاسي الذي حدد عدد المقاعد في المجلس التشريعي القادم سيساهم بالتأكيد على ان الاخوة المسيحيين هم جزء أصيل من شعبنا ولا يمكن الغنى عنهم وعن عطائهم ونضالاتهم من اجل حرية شعبنا الذين هم طليعة من طلائع هذا الشعب المناضل من اجل نيل حريته واستقلاله الناجزين.
وهذا المرسوم يساهم في تثبيتهم في الارض الفلسطينية وصمودهم فيها مع بقية أبناء شعبهم في مواجهة التغول الاحتلالي الساعي الى تهجير الجميع عن ارض الوطن.
وباختصار شديد فإن المرسومين الرئاسيين يزيدان من ثقة الجماهير بأن القيادة والفصائل جادة هذه المرة في توحيد الصفوف واتخاذ كافة الخطوات من اجل لم الشمل الفلسطيني لمواجهة تحديات المرحلة، وهما خطوة متقدمة نحو الوحدة التي هي طريق الانتصارات على كل التحديات والمؤامرات التصفوية.