بقلم: ليلى بن هدنة
قلب الشعب اللبناني الطاولة على السلطة، انتفاضاً للكرامة، فمخزون قوة احتمال اللبنانيين نفد بسبب تراكم الكوارث وتصلب مواقف المسؤولين، فالجوع والفقر لم يكونا بهذا المستوى المخيف،.
وقد أدرك الشعب أنه يتعامل مع منظومة فاشلة، على اعتبار أن المسؤول غير معني بحال الناس، فارتفاع الدولار يعود للضبابية السياسية وغياب جهد جدي لتأليف الحكومة، حيث ان الدولة فشلت في مواجهة انهيارات البلاد، وعاندت سلطتها السياسية في لعبة المصالح.
كما أن القيادة العسكرية بدت أقرب ما تكون إلى صف اللبنانيين من خلال تعرية الوضع المتردي.
لم يجد اللبنانيون من خيار سوى التصعيد، بعد أن طفح الكيل من الوضع المتردي في البلاد، وعدم تحرك المسؤولين باتجاه خطوات عملية لإخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة من صرخة الناس المشروعة في ظل الانهيار الحاصل على كل المستويات، فيما يمضي المعنيون في ملف تشكيل الحكومة في حربهم المفتوحة على الصلاحيات والمقاعد ومحاولة التنصل من مسؤولياتهم ومحاولة إلصاق الفشل بغيرهم، علماً أن الاستمرار بدون حكومة، قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى وتدهور الأوضاع المعيشية، فكلما بقيت الحلول السياسية مستعصية كلما كان لبنان على شفير انفجار اجتماعي.
صرخة اللبنانيين جاءت تعبيراً صادقاً عن أوجاعهم وآلامهم التي لم تلق من المسؤولين أي تجاوب، لكن تغييب السلمية وحرق الإطارات لا يخدم التظاهرات بل يجعلها محل انتقاد، لذلك من الواجب إرسال رسالة سلمية للمسؤولين بالمباشرة بحل أزمة تشكيل الحكومة، وليس القفز فوق كل هذه الوقائع.
وان المطالب الاقتصادية والاجتماعية والحياة الكريمة اللائقة لا تؤمنها إلا سلطة سياسية واعية لمتطلبات الشعب، تسعى إلى وضع خطة متكاملة لخروج متدرّج وآمن من قعر الهاوية، منعاً لمركب السلطة من الغرق.
عن “البيان” الإماراتية