نستنكر ونناشد ونطالب … فماذا بعد؟!

12 مارس 2021آخر تحديث :
نستنكر ونناشد ونطالب … فماذا بعد؟!
نستنكر ونناشد ونطالب … فماذا بعد؟!

حديث القدس

مستوطنون يطلقون النار باتجاه أطفال في يطا، والاحتلال يعتدي على مقدسيين قرب باب العمود ويعتقل موظفاً في الاقصى وعدداً من المواطنين في انحاء مختلفة من الضفة، ومخابرات الاحتلال تستدعي محافظ القدس للتحقيق، والاسرى يطلقون مزيداً من النداءات لنصرتهم في مواجهة ما ترتكبه سلطات الاحتلال بحقهم، واصابة شبان برصاص الاحتلال في مخيم الدهيشة … الخ من جرائم الاحتلال ومستعمريه في الاراضي المحتلة خلال أقل من يوم واحد، وهو ما يتكرر يومياً اضافة الى مصادرات الاراضي وبناء المزيد من المستعمرات وما تمارسه اسرائيل من تطهير عرقي وهدم لتجمعات فلسطينية في استهداف واضح للوجود الفلسطيني والحقوق الفلسطينية، فيما نردد كالعادة بيانات الشجب والاستنكار والادانة والمناشدة ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل دون ان يردع ذلك الاحتلال على المضي قدماً في عدوانه.

والغريب ان كافة الفصائل الفلسطينية دون استثناء لا تزال تنتهج نفس ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة وهي تدرك مسبقاً ان مثل هذه البيانات لا تردع الاحتلال، وذلك على الرغم من ان الأمناء العامين للفصائل أجمعوا مؤخراً في لقاء بيروت/رام الله على تبني المقاومة الشعبية في هذه المرحلة للتصدي للاحتلال ومستعمريه إلا ان شيئاً جوهرياً لم يتغير ميدانياً منذ ذلك الاجتماع، فيما تتسلط الاضواء في الساحة الفلسطينية حالياً على الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية المقبلة سواء الاستعدادات داخل كل فصيل أو على المستوى العام.

وبالطبع لم تتوقف اسرائيل لحظة عن المضي قدماً في تنفيذ مخططاتها لتهويد القدس والضم الفعلي الزاحف بمزيد من المصادرات وبناء المستعمرات وشرعنة البؤر الاستيطانية وسد الطريق أمام أي تحرك نحو السلام وغاب موضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عن حملة الانتخابات الاسرائيلية ما يعني ان الاسرائيليين عموماً وأحزابهم السياسية باتوا يشعرون ان لا شيء ملحاً بشأن القضية الفلسطينية طالما ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية على ما ترتكبه اسرائيل لا يتعدى الادانات أو النقد من بعض العواصم الغربية، فيما يكتوي الشعب الفلسطيني بنيران الاحتلال وانتهاكاته الجسيمة.

ان ما يجب أن يقال هنا أولاً ان التحدي الرئيسي الماثل أمام شعبنا وقواه كافة يتمثل بهذا الاحتلال وممارساته الخطيرة، وليس باجراء الانتخابات التشريعية على أهميتها وبالتالي فإن من المنطقي على أقل تقدير العمل بشكل متوازن في التصدي لهذا الاحتلال ومستعمريه من جهة وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني من الجهة الاخرى.

كما ان ما يجب أن يقال ان من غير المعقول أن تتواصل كل هذه الجرائم الاسرائيلية دون تحرك مكثف وجاد عربياً ودولياً. فما الذي يمنع مطالبة العرب والعالم الاسلامي بتحمل مسؤولياتهم بهذا الشأن وعقد اجتماعات طارئة لنقل رسائل واضحة للاحتلال وللادارة الاميركية بأن الكيل قد طفح ولن يقبل أحد باستمرار هذا الوضع؟ وما الذي يمنع مطالبة مجلس الامن والجمعية العامة من التدخل للضغط على هذا الاحتلال؟

صحيح ان شعبنا صامد ومرابط وان هناك فعاليات أسبوعية مناهضة للاستيطان والجدار وصحيح اننا حققنا انجازات سياسية ودبلوماسية على الساحة الدولية، ولكن حجم المخاطر التي يمثلها الاحتلال بعدوانه الشامل على وجود وحقوق شعبنا بات يتطلب رداً شاملاً من كافة القوى والفصائل دعماً وإسناداً ومشاركة في المقاومة الشعبية المشروعة التي لا يجب ان تبقى مجرد شعار.