حديث القدس
اقتحام بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال لقرية سوسيا الأثرية في مسافر يطا مع زمرة مع قطعان المستوطنين، وزيارته لمستوطنات كفار عصيون قرب بيت لحم، تحمل عدة أهداف ليس من أبرزها الدعاية الانتخابية من أجل الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقررة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بل ان هذا الاقتحام وهذه الزيارة لتجمع مستوطنات مقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة تحمل أيضا أهدافا سياسية.
فدولة الاحتلال وعلى رأسها رئيس الوزراء، يهدف من وراء كل ذلك القول للعالم بأن الضفة الغربية هي أرض لدولة الاحتلال، وانه يضرب بعرض الحائط بالقرارات الدولية بأن الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية المحتلة، هي أراض فلسطينية وسورية محتلة، وأن معظم دول العالم بما في ذلك ادارة الرئيس الأميركي الجديد بايدن اعترفت بأن هذه الأراضي هي محتلة احتلتها اسرائيل في الحرب العدوانية عام 1967م.
كما ان ما قام ويقوم به نتنياهو وقطعان المستوطنين هي رسالة لادارة الرئيس بايدن، بأن سياسة الضم والتهويد متواصلة، فآمس فقط صادق الاحتلال على مخطط استيطاني يتم بموجبه الاستيلاء عنوة على عشرات الدونما ت من أراضي محافظة بيت لحم.
كما قام مستوطنون بمسيرة استفزازيةجابت أزقة البلدة القديمة من القدس، ليقولوا للعالم إن قراراتهم لا تعنينا بأي شيء واننا سنواصل تحدي العالم قاطبة ويعتبرون أنفسهم بأنهم فوق القوانين والأعراف الدولية، ويستغلون سكوت العالم وعدم تحريكه ساكنا إزاء انتهاكاتهم ليواصلوا ويصعدوا من هذه الانتهاكات، خاصة وان بيانات الشجب والاستنكار التي تصدرها الدول رداً على هذه الانتهاكات أصبحت لا تكترث لها دولة الاحتلال وقطعان مستوطنيها.
إن المطلوب من الأمم المتحدة تنفيذ قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية ومعاقبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها وعدم رضوخها لهذه القرارات التي تؤكد على الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما ان على الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان، معاقبة دولة الاحتلال وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الرفض التي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع.
وعلى الجانب الفلسطيني هو الاخر مواصلة التحرك على كافة الجبهات من أجل ردع دولة الاحتلال، خاصة وان قضم الأرض متواصل والتهويد والأسرلة والمس بالمقدسات وفي المقدمة المسجد الأقصى المبارك في تصاعد مستمر، ولم يسبق له مثيل.