قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الخميس، إن لبنان “في قلب أزمة حقيقية ووطنية وسياسية كبرى” محذرا بأن “بعض الجهات تدفع باتجاه حرب أهلية وتبحث عن الوقود لها”.
ودعا نصر الله في كلمة متلفزة بمناسبة ذكرى “يوم الجريح المقاوم” إلى مقاربة أوضاع البلد “بعقل ومسؤولية وحكمة بعيداً عن الغضب والمزايدات لأنها لا توصل إلى أي نتيجة”.
وقال “هناك معلومات أكيدة أن هناك جهات خارجية وبعضها داخلية تدفع للحرب الأهلية، وحتى الآن وعي اللبنانيون وتحملهم المسؤولية منع ذلك لكن الخطر قائم”.
وأكد أن حزب الله ليس في وارد اللجوء إلى السلاح من أجل إصلاح وضع اقتصادي أوإصلاح في الدولة أو تشكيل حكومة أو محاربة الفساد لأن ذلك له أدوات مختلفة، داعيا إلى “وضع سقف” في الضغوط والمواجهات السياسية وهو “عدم الذهاب إلى اقتتال داخلي”.
وحول أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية قال إذا اتفق الرئيس ميشال عون مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري على حكومة اختصاصيين غير حزبيين “فنحن ماضون بذلك” ، لكنه نصح الحريري ب”تأليف حكومة “تكنو/سياسية” تستطيع تحمل الأعباء لأنها لن تصمد إذا لم تكن محمية سياسيا” .
وأكد نصر الله أنه إذا استمر التأزيم في ملف تأليف الحكومة “فالحل الأول هو إعادة تفعيل عمل الحكومة المستقيلة”.
ويواجه لبنان منذ أغسطس الماضي شغورا حكوميا بسبب خلافات القوى السياسية وأزمات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية متشابكة أدت إلى تفاقم الفقر والبطالة والتضخم المالي وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار وتقييدها بالعملة المحلية.
وشدد نصر الله على أن قطع الطرقات في لبنان “لا يساعد في حل الأزمة وهناك أشكال أخرى للاعتراض” كما أن قطع الطرقات “يزيد جوع الناس ويؤدي إلى مقتل أبرياء ويضع البلاد على فوهة الاقتتال”.
ويشهد لبنان منذ 3 أسابيع احتجاجات شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة الوطنية.