تحية للأم الفلسطينية في عيدها

حديث القدس

جاء عيد الأم، أو يوم الأم هذا العام، والعالم منشغل بالوباء اللعين الذي اختطف الكثير من الامهات وانعكست آثاره ولا تزال اجتماعياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً على المجتمعات كافة، ليحول دون الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الأبناء والآباء بما يليق بالأم التي تضحي من أجل فلذات أكبادها.

وفي دولة فلسطين مثلها مثل بقية شعوب العالم احتفل بهذه المناسبة بتواضع شديد، رغم ان الام الفلسطينية تمر بظروف أصعب بكثير من ظروف الوباء اللعين، فهناك الاحتلال الغاشم الذي يستهدف الانسان الفلسطيني بما في ذلك الام الفلسطينية، فيعتقلها ويقتلها بدم بارد ويقمعها ويعتدي عليها بكافة اشكال الضرب والاهانة، الامر الذي يعد في الاعراف والقوانين الدولية جرائم حرب تحاكم عليها محكمة الجنايات الدولية.

فالأم الفلسطينية التي قدمت الشهداء والأسرى والجرحى، وهي تودع أبناءها بالزغاريد، وتواجه الاحتلال بكل قوة وعنفوان، فهي مدرسة ليست فقط مثل المدارس العادية، بل انها مدرسة ثورية خرجت الثوار وودعتهم بالابتسامة وعلمتهم ان حب فلسطين هو من حب الأم، وان من لا يحب فلسطين فهو لا يحب أمه.

كما أن الام الفلسطينية خرجت الاجيال من مثقفين ومتعلمين، فمنهم الطبيب والمهندس والمعلم والعالم …. الخ من عطاءات لا تنضب من اجل خدمة الوطن والقضية الفلسطينية التي يحملها الابناء جيلاً بعد جيل حتى تحقيق الاهداف الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ووقفت المرأة الفلسطينية الى جانب الرجل في الدفاع عن الوطن أمام أعتى وأشرس احتلال، بل وآخر احتلال غاشم عرفه التاريخ البشري، فهو احتلال اقتلاعي احلالي عنصري، لا يمت للانسانية بصلة، وهي، أي الأم الفلسطينية، عرفت ولا تزال طريق النضال الى جانب الرجل فاستشهد العديد منهن واعتقلت ولا تزال العشرات منهن في سجون الاحتلال وحرمن من فلذات اكبادهن، وكل ذلك من اجل الوطن والقضية.

فالأم الفلسطينية تستحق منا ومن العالم أجمع، خاصة دول العالم المناصرة لشعبنا وقضيته وكذلك شعوب العالم التي تقدر نضالات شعبنا وفي المقدمة المرأة الفلسطينية، كل تقدير واحترام، بل انها تستحق في يوم الام أو عيد الأم، ما لا تستحقه أي أم في العالم.

وبهذه المناسبة ورغم ظروف الاحتلال والفيروس، لا يسعنا سوى تقديم التهنئة للأم الفلسطينية وفي المقدمة أمهات الشهداء والأسرى والأسيرات والجرحى والجريحات، ولكل أم ساهمت وتساهم في نضال شعبنا من اجل نيل حريته واستقلاله.

فالتحية والتقدير والاحترام للأم الفلسطينية والعربية، وللام في جميع دول العالم الأحياء منهن واللواتي قضين نحبهن، وكما قال الشاعر حافظ ابراهيم : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …