بقلم الأسير أسامة الأشقر
تعتبر الدراما من أهم الفنون التي تصنع الرأي العام ولها الأثر البالغ في صناعة ثقافة الشعوب وهي من الأسلحة المؤثرة جداً في نقل وجهات نظر من يقف خلف هذه الدراما، حيث إنها قادرة وبسهولة على اختراق الرأي الشعبي والجماهيري وتوجيهها بشكل يخدم أهداف محددة ذات مضامين معينة، وقد كانت الدراما ولا زالت تحتل مركزاً مهماً للدعاية الموجهة وقد استخدمت من قبل العديد من الدول لتحقيق أهداف وغايات محددة ، وبشكل عام فإن هدف الدراما خلق نقاش وحوار داخل المجتمع وذلك لخلق أجواء التبادل المعرفي والثقافي بحيث يصبح هذا المجتمع ذا ديناميكية وحيوية قادرة على إنتاج وعي بالقضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية المختلفة وما أحدثه مسلسل أم هارون من حالة جدال ونقاش داخل الأوساط الثقافية والشعبية بالوطن العربي، فهو دليل عافية لزاوية معينة بشرط ألا يتحول هذا الحوار والنقاش لحالة من المناكفة والقذف والقذف المضاد وأن يتحول موضوع مسلسل درامي على أهميته لوسيلة إضافية من وسائل اختراق المجتمع العربي وزيادة الفرقة والتشذي التي يعاني منها أصلاً، نحن لم نتم مشاهدة المسلسل حتى الآن لذلك بالتأكيد سيكون الحكم عليه مجتزأ ومنقوص ومبني على رؤية من زاوية واحدة وهذا ما سيعجل من الحكم عليه فيه نوع من الاستعجال، في المقابل يجب تفهم حساسية الشعب الفلسطيني ومناصريه في العالم أجمع من قضية التطبيع مع كيان أغتصب أرض دولة كانت قائمة وتشريد شعب بأكمله في مختلف بقاع الأرض، خصوصاً مع تزايد ظهور بعض الشخصيات هنا وهناك التي تتعمد الإساءة للشعب الفلسطيني وتضحيته والوقوف في طرف المحتل ولوم الضحية بدل قراءة التاريخ بشكل صحيح ومتمكن وهو الأمر الأسهل والأصح، إلا إذا كانت الأهداف الغير معلنة لهذه الأصوات غير بريئة ومدفوعة من أطراف ذات مصالح دولية وإقليمية باتت معروفة وواضحة، رغم ذلك يجب الانتباه جيداً لعدم اتهام شعب بأكمله فهذا من الأخطاء الفادحة التي يمكن أن نرتكبها إذا ما سمحنا بالتطاول على دولة وقفت وما زلت تقف بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حيث إن خطأ جسيماً كهذا سيعطي شرعية ومنصة مناسبة لبعض الأصوات التي ستستغل هذا الأمر أفضل استغلال لصالحها ولصالح مخططات قوى تسعى بكل الوسائل والأساليب لجعل القضية الفلسطينية محل خلاف ونزاع وشقاق بعكس ما كانت عليه لعقود طويلة محط إجماع والتزام من مختلف القوى والدول والشعوب العربية على اختلاف توجهاتها ومنطلقاتها.