حديث القدس
الانتخابات قضية جوهرية أساسية في حياة الشعوب وذلك لاختيار قياداتها وما هو الأنسب ومن هو المفضل، ونحن مقبلون على انتخابات بعد فترة غياب طويلة، والمأمول أن تتم في أفضل الصور وأن تشكل مرحلة جديدة لمواجهة التحديات المصيرية التي تعصف بنا وبقضيتنا.
حتى الآن تبدو الأمور وهي تسير بالاتجاه الصحيح سواء بالضفة أو غزة، وكان الاهتمام كبيراً حتى بلغ عدد المرشحين أكثر من ألفين وعدد القوائم الانتخابية التي تمت الموافقة عليها واعتمادها ٣٦ قائمة. ويرى كثيرون ان اعداد المرشحين والقوائم تبدو كبيرة وفيها تفتيت للشعب وشرذمة للرأي العام، ولكن وعلى أية حال فإن هذا هو الواقع والمطلوب التعامل معه بايجابية.
المأزق الكبير الذي يواجهنا في هذه الانتخابات هو قضية القدس عاصمتنا الموعودة والدور التخريبي الذي يمارسه الاحتلال، ففي حين تؤكد جهات فلسطينية عديدة ان لا انتخابات بدون القدس فإن الاحتلال يبذل كل جهده لمنع مشاركة المقدسيين، وبالأمس داهمت قوات الاحتلال تجمعاً سلمياً مقدسياً للتشاور حول هذا الموضوع واعتقلت عدداً من المشاركين فيه ومنعت بالطبع إقامته.
وهكذا تتحول قضية القدس الى مأزق كبير في الانتخابات ونحن نواجه أصعب الخيارات للتصدي لذلك، ونبدو أمام أبواب شبه مغلقة في هذا المجال، فلا انتخابات بدون القدس ولا انتخابات بالقدس حسب المعطيات الظاهرة أمامنا، وأمام هذا المأزق فإن الرأي العام، حسب تقديرنا، يرفض الغاء الانتخابات أو تأجيلها، وهناك حل يبدو ممكناً لهذه المعضلة وهو اجراء الانتخابات العادية في ضواحي القدس، وتقديم الخدمة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي للمقدسيين الآخرين لكي يقوموا بالانتخابات ويختاروا من يريدون.
تبدو هذه الخدمة صعبة ولكنها تظل الأفضل وتبدو وكأنها الخيار الوحيد الممكن، ولا بد من الآن من العمل على إعداد ما هو مطلوب لذلك … حتى تظل عاصمتنا تقول رأيها وتختار من يمثلها ولا تسيطر غطرسة الاحتلال على الموقف …!!