أسرى الحرية وواجب دعمهم

حديث القدس

تستغل دولة الاحتلال الاوضاع الراهنة وانشغال الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالانتخابات التشريعية وما آلت اليه انتخابات الكنيست الاسرائيلي لتزيد من هجماتها واجراءاتها العقابية التنكيلية بحق اسرى الحرية القابعين في سجونها التي هي عبارة عن اكياس حجرية وخيام لا تصلح للمعيشة في داخلها، الامر الذي يتناقض مع الاعراف والقوانين الدولية.

فما زالت ادارة سجن ريمون تنكل بالاسرى الفلسطينيين بداخله، مستخدمة القمع ورش الغاز، ووضع العديد منهم داخل الزنازين الانفرادية وعزلهم وحرمانهم من الزيارات تحت حجج واهية، الهدف منها مكشوف وهو محاولة النيل من عزيمة الاسرى وايمانهم بقضية شعبهم، حيث ضحوا بحريتهم من اجل حرية شعبهم.

واسرى سجن ريمون ليسوا وحدهم الذين يتعرضون لعمليات قمع وتنكيل، بل ان كافة الاسرى في سجون الاحتلال يتعرضون يوميا لمثل هذه العمليات من تفتيش للغرف في ساعات الليل، والعبث بمقتنيات الاسرى ونقل العديد منهم من سجن الى اخر لمنع استقرارهم.

كما تعتدي قوات قمع السجون على الاسرى خاصة اثناء نقلهم من سجن الى اخر بعرض الموقوفين منهم امام محاكم الاحتلال العسكرية وغيرها الكثير من الممارسات التي ترقى لمستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي ومحكمة جرائم الحرب، الى جانب بعض محاكم الدول ، الا ان الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان لا تحاسب دولة الاحتلال على هذه الجرائم في حين تحاسب غيرها من الدول، اي الكيل بمكيالين، الامر الذي يؤكد دعم هذه الدول العلني والسري لدولة الاحتلال وان ما تقوم به من انتقادات خجولة للانتهاكات الاسرائيلية هي مجرد ذر للرماد في العيون.

ان الاسرى الذين هم طليعة وطنية متقدمة من طلائع شعبنا تستحق منا جميعا وفي المقدمة السلطة الوطنية وكافة الفصائل والقوى بذل المزيد من الجهود لمنع دولة الاحتلال وذراعها المتمثل بادارة السجون من الانفراد بالاسرى واستغلال الاوضاع الحالية لتصعيد انتهاكاتها بحقهم.

فهؤلاء الاسرى هم ضمير الشعب بل ضمير الامة العربية الذين يدافعون عن شعبهم في مواجهة الاحتلال الغاشم وعن المقدسات الاسلامية في القدس وباقي المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية.

كما ان المنظمات المدافعة عن حقوق الاسرى وحقوق الانسان تتحمل هي الاخرى مسؤولية بذل المزيد من التحركات على كافة الاصعدة المحلية والعالمية للدفاع عن الحركة الاسيرة التي تحرمهم دولة الاحتلال من حقهم في التعامل معهم كأسرى حرب، ومن العديد من حقوقهم، كالحق في العلاج وصحة وسلامة الغذاء.. الخ من حقوق.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …