شيء محزن تدني مستوى الخصومة الخلافية بين القوائم الانتخابية الثلاث المتنافسة لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية يوم 22/5/2021، بين:
1- قائمة فتح العاصفة بقيادة محمود العالول وجبريل الرجوب.
2- قائمة الحرية من ناصر القدوة وفدوى البرغوثي.
3- قائمة المستقبل من سمير المشهراوي وسري نسيبة.
المساس والانحطاط السياسي، والاتهامات المتبادلة التي تمس الرئيس محمود عباس وناصر القدوة ومحمد دحلان وجبريل الرجوب ووصلت أو كادت تصل مروان البرغوثي، والحط من قيمتهم، تخرج عن المألوف الوطني، وتتعارض مع القيم الأخلاقية، ولا صلة لها بالتنافس الديمقراطي، غير آبهين أصحاب هذه الحملات الاتهامية، غير مدركين، غير واعين، أن هذه الحملات المتبادلة تخدم عدوهم الواحد: العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرض وطنهم، ويصادر حقوق شعبهم، وينتهك كرامة كل واحد منهم.
لا شك عندي بخبراتي غير المتواضعة، ومتابعاتي المستمرة، وتجربتي المستمدة من الوقائع الحسية، أن أجهزة العدو الاستخبارية، هي من تقف خلف هذه الحملات الاتهامية حتى ولو كانت أدوات تنفيذها أيادي محلية، مهما إدعت هذه الأيادي أنها فلسطينية، ولكنها مؤكداً أيادي غير نظيفة، مدسوسة، مبرمجة، عبر الأفلام المدمجة المعدة، التي يتم توزيعها وبثها للتشكيك المتبادل، بين رفاق الخندق الواحد، حتى ولو اختلفوا فهي مستغلة فجوة الخلافات بينهم، وتعمل على توسيعه وتعميقه، لجعل حركة فتح أضحوكة، عنواناً للتراجع والهزيمة، بهدف تمزيق مكانتها الجماهيرية وسط شعبها وبين مساماته، بدلاً من أن تبقى، ويجب أن تبقى، حاملة للبرنامج الوطني، عمود الحركة الوطنية الفلسطينية، صاحبة القرار، صاحبة المبادرة، أول الرصاص، أول الحجارة، التي وضعت حجر الأساس لولادة السلطة الفلسطينية على أرض الوطن بيد ياسر عرفات ورهانه وتطلعاته ودفع حياته ثمناً لرفضه ما تم عرضه عليه في كامب ديفيد في تموز 2000.
تبادل القصف غير السياسي، بين أدوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورفاقه، نعم رفاقه ناصر القدوة ومحمد دحلان ومروان البرغوثي وجبريل الرجوب، لن تخدم أيا منهم، بل ستحط من قدر وقيمة وتاريخ كل منهم، فهم شركاء في صنع الماضي بما له وعليه، كل من موقعه وحسب قدراته، لا أحد منهم يملك حق المزايدة على الآخر، فهم شركاء بما صنعوه ايجاباً وسلباً ولذلك إن حملات التشكيك و»البهدلة» تصيب كل منهم، تصيبهم جميعاً، لمصلحة العدو الإسرائيلي وإئتلافه الثلاثي: اليمين واليمين السياسي المتطرف، والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة التي ترى في القدس عاصمة لمستعمرتهم، وتبديد مكانة الحرم القدسي الشريف – المسجد الأقصى، ليكون محله وبديلاً عنه زيف هيكلهم وطقوسهم، مثلما يرون في الضفة الفلسطينية أنها يهودا والسامرة أي أرض مستعمرتهم وما تحويه من “تراث يهودي”: 1- قبر سيدنا إبراهيم في الخليل، 2- قبر السيدة راحيل في بيت لحم، 3- حائط المبكى في القدس، 4- قبر سيدنا يوسف في نابلس، 5- سبسطية وآثارها التاريخية.
بكل مرارة لا يوجد عاقل يقول لهم كفى انحداراً، أوقفوا هذه المهازل بحق أنفسكم، وبحق فتح وتاريخها ، وبحق قياداتها، مع احتفاظ كل طرف برؤيته، وله قواعده ومؤيديه، وضرورة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع كي تكون النتائج لمصلحة حركة فتح في مواجهة المستعمرة الإسرائيلية ومخططاتها وبرامجها.
بعد إجراء الانتخابات وفرز الصناديق وحصيلة أوراقها، سيكونون معاً في مواجهة خصمهم السياسي حركة حماس التي ستكون شريكاً قوياً في النظام السياسي الفلسطيني المقبل، بعد الانتخابات عبر المجلس التشريعي والمجلس الوطني وما ينبثق عنهما من مؤسسات.
عن “الدستور” الأردنية