الهجمة الاحتلالية على القدس وسبل مواجهتها

حديث القدس

الهجمة الاحتلالية الشرسة على القدس الشرقية ليست وليدة هذه الأيام، بل هي منذ احتلال المدينة عام ١٩٦٧ وتعتمد على تمرير أهدافها وسياستها خطوة خطوة، فقد أحرقت منبر صلاح الدين بعد احتلال المدينة واستولت على مفاتيح عدد من أبواب الأقصى وبدأت بإجراء تغييرات على المدينة هدفها تزوير تاريخها وطمس معالمها العربية والإسلامية في إطار سياسة التهويد والأسرلة.

غير ان الجديد في هذه الهجمة هو تصاعدها، حيث تقوم سلطات الاحتلال منذ ظهور وانتشار الوباء الكوروني باستغلال ذلك من أجل تمرير مخططاتها في المدينة بمنع المواطنين من الصلاة في المسجد الأقصى واقتصار ذلك على عدد محدود، في حين كانت ولا تزال تسمح للمستوطنين والمتطرفين اليهود باستباحته وأداء صلوات توراتية بداخله ومنع آلاف المواطنين من الضفة وغزة من الوصول اليه.

وفي رمضان هذا العام، والذي نعيش بركاته هذه الأيام، تحاول دولة الاحتلال ممثلة بأجهزتها القمعية عرقلة الوصول الى المسجد الأقصى من خلال عمليات التفتيش وإبعاد مرابطين وسدنة من الوصول اليه، وكذلك ما قامت به قبل أيام بقطع الكهرباء عن المسجد ومكبرات الصوت بهدف الحد من وصول المصلين، ولمواصلة فرض سلطتها عليه، وغيرها من الأهداف الأخرى.

كما ان دولة الاحتلال تمنع المواطنين من الجلوس على عتبات باب العمود أحد أشهر أبواب القدس، وأعادت وضع الحواجز على مدخله بهدف التضييق على المواطنين للحد من وصولهم للمدينة، خاصة البلدة القديمة، وايضاً في محاولة من هذه السلطات لجعل المقدسيين يتركون المدينة ويرحلون الى خارجها ليتسنى للمستوطنين الاستيلاء على المزيد من المساكن تحت حجج وذرائع مختلفة، لاستكمال عمليات التهويد والأسرلة وتزوير التاريخ والحقائق.

غير ان سلطات الاحتلال تتجاهل إما عن قصد أو بدون قصد، ان المقدسيين وخاصة الشباب منهم، لن يرحلوا عن مدينتهم مهما تصاعدت إجراءات الاحتلال القميعة بحقهم، فهم صامدون وسيفشلون مخططات الاحتلال وأذرعه القمعية.

ومن هنا، فإن على الجانب الفلسطيني التحرك لدعم المقدسيين الذين يواجهون قمع وإجراءات الاحتلال التعسفية لوحدهم، كما ان على الجانب الفلسطيني التحرك على كافة المستويات الداخلية والخارجية لوضع حد لعنجهية الاحتلال وانتهاكاته في القدس وبقية أرجاء الضفة الغربية.

فدعم المقدسيين في مواجهة ما تقوم به سلطات الاحتلال هو واجب وفرض عين على كل عربي ومسلم، فالقدس عنوان العروبة والإسلام وفيها من المقدسات الإسلامية والمسيحية ما يتوجب على الجميع الدفاع عنها وحمايتها.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …