لن نركع

حديث القدس

التصعيد الخطير الذي لجأ اليه الاحتلال وارهابيوه العنصريون في القدس منذ بدء شهر رمضان المبارك بالتضييق على المقدسيين ومنع الكثير من المصلين من الوصول للاقصى والاجراءات التعسفية عند ابواب القدس القديمة خاصة باب العامود والاعتداءات المتكررة على الشبان سواء من قبل قوات الاحتلال او المتطرفين، ادى فيما ادى اليه الى المواجهات العنيفة امس وامس الأول، حيث قال المقدسيون كلمتهم، شرفا وكرامة وصمودا ودفاعا عن القدس والاقصى في وجه هذا الاحتلال الغاصب وارهابييه ليسجلوا صفحة اخرى مشرقة من صفحات نضال شعبنا نحو الحرية والاستقلال.

وجه الشبان المقدسيون بصمودهم وارادتهم الفولاذية ومقاومتهم صفعة قوية لهذا الاحتلال ورهاناته، حيث اكدوا مجددا انهم في الخندق المتقدم دفاعا عن القدس والاقصى وان لا للركوع امام ارهاب هؤلاء المستوطنين وقوات الاحتلال التي تحميهم، وان القدس والاقصى لنا، وستبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وبصدورهم العارية وقوة ايمانهم وانتمائهم لشعبهم ووطنهم فلسطين سطر شبان القدس رسالة واضحة يجدر بكل قادة فصائلنا الفلسطينية قراءتها بتمعن مفادها اننا لن نركع مهما بلغ جبروت الاحتلال ومهما امعن ارهابيوه في جرائمهم وان هذه المقاومة المشروعة هي الوحيدة الكفيلة بانتزاع الحقوق واحباط مخططات التهويد والتصدي للغطرسة الصهيونية.

ان ما يجب ان يقال هنا على ضوء هذه التطورات اولا ان على كافة القوى والفصائل الفلسطينية الوقوف بشكل فاعل مع المقدسيين في هذه المعركة، والوقوف الى جانب عائلات الجرحى والاسرى، ومن المؤسف ان ينبري البعض في اصدار البيانات التي تنسب بطولات هؤلاء الشبان لهذا الفصيل او ذاك، علما ان هذه الهبة المقدسية لا يقف ورائها اي فصيل بعينه وان المقدسيين ضربوا مثالا اخر يحتذى في وحدتهم في مواجهة هذا الاحتلال لعل وعسى ان يشكل نموذجا للجميع لانهاء الانقسام والتوجه نحو مواجهة التحديات الحقيقية.

كما ان ما يجب ان يقال ان من المؤسف ان يلف الصمت العواصم العربية والاسلامية وقادتها يرون ويسمعون ما يتعرض له الاقصى والقدس من مخاطر وما يعانيه الشعب الفلسطيني من ممارسات هذا الاحتلال، فالقدس والاقصى يا عرب ويا مسلمين ليسا للفلسطينيين وحدهم ومن الواجب ان تتحركوا لنصرة اخوانكم في القدس وفلسطين، ومن العار ان يواصل الاحتلال تنفيذ مخططاته دون اي موقف عربي اسلامي مشرف يردع هذا الاحتلال.

واخيرا نقول، ان شعبا مثل شعبنا بشبانه ورجاله ونسائه وشيوخه واطفاله وبمثل هذه الارادة الفولاذية وهذا الصمود لا يمكن الا ان ينتصر وينال حريته واستقلاله ، فهذا الشعب لن يركع الا لله سبحانه وتعالى وهو مصمم على تحرير قدسه واقصاه وعلى استقلال فلسطين وتجسيد دولته المستقلة ذات السياة وعاصمتها القدس.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …