حديث القدس
اتخذت المؤسسات الدولية المختلفة عدة قرارات إدانة لممارسات الاحتلال، سواء في الأمم المتحدة أو غيرها، وكان آخر هذه المواقف وليس أخيرها، تقرير مؤسسة حقوق الانسان أو «هيومان رايتس ووتش» الذي يؤكد أن اسرائيل تمارس منذ 73 عاما حكما عسكريا على شعبنا وترتكب جريمتين هما الفصل العنصري والاضطهاد، وهي الجهة الوحيدة التي تحكم المنطقة من نهر الأردن الى البحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت الذي تمارس فيه تحيزا واضحا تجاه المستوطنين وتقدم لهم امتيازات متعددة تمارس عمليات القمع والاضطهاد ضد الفلسطينيين، وقال مدير المؤسسة كينيث روث بعد أن كان مصطلح «الأبارتهايد» أو الفصل العنصري قد صيغ للوضع في جنوب افريقيا أيام الحكم العنصري هناك، فقد أصبح اليوم مصطلحا قانونيا عالميا، أي انه ينطبق على الممارسات الاسرائيلية حاليا.
هذه الشهادة الهامة من هذه المؤسسة الدولية التي تراقب حقوق الانسان في كل أنحاء العالم، يجب أن يسمعها العالم كله وأن يتحرك لوقف أو تقليص هذه الممارسات الاسرائيلية، التي نعيشها يوميا وفي كل أنحاء الأرض الفلسطينية، ويعاني منها الأخوة الفلسطينيون داخل الخط الأخضر أيضا، ولا يجوز أن تبقى مجرد حبر على ورق أو أن توضع في الارشيف مثل قرارات كثيرة غيرها.
في كل الأحوال، فإننا نعتبر هذه الشهادة تحركا جيدا وخطوة دولية إيجابية، وعلى العالم أن يسمعها جيدا، وعلى كل المؤسسات الشبيهة دوليا وإقليميا، أن تواصل تقديم التقارير وإيصالها الى كل أنحاء العالم، وعدم الاكتفاء بذلك، وإنما اتخاذ خطوات عملية وممارسة الضغوط اللازمة لوقف هذه الممارسات التي يتحدثون عنها، وفي مقدمة هذه الخطوات المطلوبة محاسبة الجهات الاسرائيلية المسؤولة على هذه الممارسات وتحريك الرأي العام الدولي في سبيل ذلك، ولمنظمة «هيومان رايتس ووتش» هذه كل التقدير والاحترام.