حديث القدس
وافق يوم أمس الأول السبت الذكرى ٧٣ للنكبة، والتي اقامت الحركة الصهيونية دولة اسرائيل العنصرية على انقاض شعبنا وارضه وممتلكاته، بعد ان ارتكبت بحقه المجازر والمذابح التي يندى لها جبين الانسانية، خاصة الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية التي كانت ولا تزال تقدم لدولة الاحتلال كل المساعدات العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية على حساب حقوق شعبنا الوطنية في ارض وطنه الذي لا وطن له سواه.
واذا قارنا ما يجري حالياً من عدوان غاشم بل اعتداءات احتلالية غاشمة على شعبنا في الضفة والقطاع بما في ذلك القدس مع ذكرى النكبة التي راح ضحيتها آلاف بل مئات آلاف الشهداء والجرحى، وتم تهجير العدد الاكبر من شعبنا في دول اللجوء والشتات، فإن ما تقترفه دولة الاحتلال هذه الايام هو في حقيقة الامر مذابح بحق أبناء شعبنا بما فيهم الاطفال والنساء وكبار السن في مختلف ارجاء فلسطين التاريخية.
فعمليات القتل وهدم المنازل والابراج وقصف قطاع غزة بأحدث الاسلحة بما فيها القنابل والصواريخ المحرمة دوليا، وما يقوم به جيش الاحتلال في الضفة بما فيها القدس من قتل بدم بارد وهدم منازل ووضع المزيد من الحواجز العسكرية التي هدفها اذلال شعبنا، جميع هذه الجرائم التي ترتكب على مرأى ومسمع العالم أجمع، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان دولة الاحتلال دولة عنصرية أثبتت ذلك ليس فقط جرائمها، بل ايضاً منظمة هومن رايتس الاميركية التي أوضحت في تقرير لها بأن دولة الاحتلال تمارس العنصرية بأبشع صورها ضد الشعب الفلسطيني المحتل.
ورغم ذلك فإن الادارة الاميركية الحالية وجميع الادارات الاميركية سواء الديمقراطية أو الجمهورية، تقدم كافة اشكال الدعم لدولة الاحتلال، بل ان هذا الدعم هو الذي شجع ويشجع دولة الاحتلال على ارتكاب جرائمها بحق شعبنا وارضه ومقدساته وممتلكاته كافة.
كما ان هذا الدعم اللامحدود يساهم في التطهير العرقي الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق شعبنا في كافة ارجاء فلسطين التاريخية.
وهذا الانحياز الاعمى من قبل الولايات المتحدة لجانب دولة الاحتلال وجرائمها وكذلك دعم العديد من الدول الاوروبية التي تكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار الخجولة دون أي خطوات عملية ترغم دولة الاحتلال على وقف جرائمها، يجعلنا نؤكد بأن الرهان على هذه الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان هو رهان خاسر خاصة وان العديد من هذه الدول هي التي اقامت ودعمت ولا تزال دولة الاحتلال.
ان شعبنا الذي قدم ولا يزال يقدم الغالي والنفيس من أجل نيل كافة حقوقه الوطنية الثابتة، لن تثنيه هذه المجازر عن مواصلة نضاله الوطني حتى تحقيق الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وهو بذلك يراهن فقط على أبنائه الذين يضحون ويواجهون الاحتلال بصدور عارية وبما يتوفر من امكانيات وفي مقدمتها المقاومة الشعبية.