حديث القدس
بات في حكم المؤكد ان الهبات والانتفاضات التي تشهدها فلسطين التاريخية ضد جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا وأرضنا ومنازلنا ومقدساتنا وخاصة المسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أسست لمرحلة نضالية جديدة يقودها جيل الشباب بعد ان ثبت له ان الجيل القديم قد استنفد كل ما في جعبته من أجل تحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
صحيح ان الجيل القديم أطلق الثورة المعاصرة وحقق انجازات من خلال النضال الوطني واستناداً لجماهير شعبنا في الاراضي المحتلة وفي الخارج، خاصة مخيمات الشتات، إلا أن رهاناته على الحلول السلمية مع دولة احتلال عنصرية وتوقيعه على اتفاق اوسلو، أدى الى تكالب دول وقوى العدوان عليه وعلى القضية، في محاولة لتصفيتها ظناً منها بأن شعبنا لن تقوم له قائمة وان باستطاعة دولة الاحتلال المدعومة اميركياً وغربياً تصفية القضية بعد غسل أدمغة أبناء شعبنا وجعلهم يقبلون بالاحتلال العنصري.
غير ان الهبات والانتفاضات التي لا تزال تتواصل أفشلت مخططات التصفية، وكذلك الرهان على الحلول السلمية التي هي في الحقيقة حلولاً تصفوية، خاصة بعد أن تم الاعتراف الفلسطيني بدولة الاحتلال في حين لم تعترف هي إلا بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعبنا وليس بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
واليوم نحن أمام مرحلة جديدة من النضال الجماهيري الذي أسقط كل النظريات التي ابتدعتها الحركة الصهيونية واوعزت لكيانها دولة الاحتلال بتنفيذ ذلك معتقدة ان من شأن ذلك ارضاخ شعبنا، بعد أن نجحت في استدراج الثورة المعاصرة وايقاعها في فخ الحلول التي أطلقت عليها سلمية وهي في الحقيقة ليست سوى تصفوية.
والمطلوب حالياً وعلى ضوء المرحلة الجديدة، هو تقديم كل الدعم وعلى كافة المستويات من اجل استمرار هذه الانتفاضات وتوفير الحاضنة لها من الجماهير العربية والاسلامية، وكل القوى والدول المناصرة لشعبنا وقضيته.
وعلى القيادة الفلسطينية دعم المرحلة النضالية الجديدة، والاقلاع عن الرهان على الحلول «السلمية» وعلى إدارة الرئيس الاميركي بايدن، التي أثبتت الانتفاضات الجماهيرية انها قدمت وتقدم المزيد من الدعم لدولة الاحتلال رغم ما ترتكبه هذه الدولة من جرائم حرب وعدوان على شعبنا خاصة في قطاع غزة.
فالمرحلة هي مرحلة نضال جماهيري وليس مرحلة الرهان على الحلول، بل على شعبنا الذي يثبت يوماً بعد الآخر انه مستعد لتقديم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية.