الذكرى المؤلمة في التاريخ الفلسطيني

18 يونيو 2021آخر تحديث :
الذكرى المؤلمة في التاريخ الفلسطيني
الذكرى المؤلمة في التاريخ الفلسطيني

بقلم: سري القدوة

تلك الوقائع والاحداث التي شهدتها شوارع وأزقة قطاع غزة لا يمكن ان تمر في الذاكرة وتكون مجرد احداث عابره وطالما نفكر في تلك الاحداث ونقف لنحلل ما جرى من وقائع باتت تثقل الحالة السياسية الفلسطينية وتوجع ابناء الشعب الفلسطيني، لقد كان يوم 14 حزيران 2007 والذي كان بمثابة النكبة الثانية للشعب الفلسطيني للأسف حيث كانت تلك الاحداث ليست بالعابرة والتي هي الاولي من نوعها في التاريخ الفلسطيني وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الانقسام حيث طالما يجمع ابناء الشعب الفلسطيني على اهمية تجسيد الوحدة والتوحد في كل الميادين، فهذه الثقافة الدخيلة واللعينة هي التي قسمت شعبنا وفرضت الحصار وانتشرت ثقافة الكراهية والعنصرية وتاهت البوصلة وانحرفت المسيرة الوطنية ولم نعد قادرين على التوحد بالرغم من كل النداءات والمواقف الداعية الي طى هذه الصفحة السوداء الا ان المصالح الخاصة هي التي كانت تنتصر وتحقق التقدم على الهم الوطني والمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني .
وإمام كل هذا الدمار وما خلفه الانقسام نجد انفسنا اليوم بأمس الحاجة الى الحكمة ولغة العقل لتتوحد الجهود امام ما يجري من مؤامرات تستهدف الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب العربي الفلسطيني وامام هذا الاحتلال والعدوان والاستيطان الاستعماري الظالم الذي يبتلع الارض والحقوق والهوية الفلسطينية .
لقد أدى هذا الانقلاب إلى تقسيم قطاع غزة والضفة الغربية وهو ما أضعف القضية الفلسطينية وكانت القوة التي تحتل أرضنا هي التي خرجت مستفيدة من تلك الحالة والضعف الفلسطيني الذي ينهش بالجسد الواحد لنزداد تفسخا ولهيب الانقسام يحرق مستقبل اطفالنا والأجيال القادمة .
كنت في غزة وبعد العودة من الخارج لأمارس مهام عملي في مجال تخصصي الاعلامي وكانت هناك بالفعل آراء متضاربة بين كل الفصائل الفلسطينية على حد سواء ولم تكن الأمور سهلة على الإطلاق فمنذ ممارسة الانقسام بدأت التناقضات تظهر بالمجتمع الفلسطيني والخلافات تتعمق في ظل دفع العديد من ابناء الشعب الفلسطيني الثمن وبشكل مباشر حيث يجمع الكل الوطني ويتابع الجميع وينظرون لما يجرى بخطورة بالغة وتخوف من مستقبل مجهول بات يعصف في القضية والوطن وهنا لا بد من التدخل الفوري والعاجل لوضع حد وحسم الأمر لصالح الشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية .
لا أريد ولا مجال هنا للخوض في تفاصيل الماضي وما نتج عن هذا الانقسام والنتائج التي وصلنا اليها ولكن لا بد من التطرق الي المستقبل حيث لا يمكن لنا ان نكون دون تحديد اولويات للوحدة الوطنية والحوار الوطني بدلا من استفراد الاحتلال فينا واستغلال الانقسام لإجهاض حلم الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة ولا بد من صون الحقوق الفلسطينية ووضع حد لكل افرازات الانقسام وما خلفته تلك الحقبة السوداء.
لا بد هنا ومن جديد العمل من اجل المستقبل الواعد للأجيال وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية ووضع حد لكل المشاكل التي اوجدتها الحقبة السوداء والبناء على ما تم التوافق عليه في الماضي وضرورة التأكيد على اهمية الدور المصري والعمل المشترك لإعادة اطلاق الحوارات تحت اشراف جهاز المخابرات المصرية وأهمية التوافق على ضرورة انهاء الانقسام فورا وبدون اي شروط مسبقة وتجسيد رؤية الاجماع الفلسطيني والكل الوطني على تنفيذ واتخاذ الخطوات الجادة من أجل دعم المصالحة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية لوضع حد لكل اشكال الانقسام .
عن “الدستور” الأردنية