يزور العشرات من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، إسرائيل، هذا الأسبوع، في إطار رحلة نظمتها مجموعة تابعة لمنظمة اللوبي الإسرائيلي القوية “اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة –إيباك”.
وتهدف الزيارة لـ “توطيد العلاقات الثنائية الاستثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، وفهم الاحتياجات الأمنية للأخيرة، والاستفادة من التجربة الإسرائيلية “الفذة والفريدة كواحة للتقدم والديمقراطية” وفق قول بعض أعضاء الوفد الذين أشادوا بإيجابية لقاءاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين على منصة “تويتر” للتواصل الاجتماعي، فيما كانت سلطات الاحتلال تواصل قمع المحتجين الفلسطينيين في القدس المحتلة، حيث يتهدد الإخلاء القسري العديد من العائلات في الشيخ جراح.
ورتبت “مؤسسة التعليم الأميركية الإسرائيلية” التابعة للوبي الإسرائيلي – إيباك الرحلة التي ضمت 27 جمهوريًا، و 14 ديمقراطيًا، وتحملت كل تكاليفها.
ويرأس الوفد النيابي الأميركي، رئيس الأقلية في مجلس النواب الأميركي، النائب كيفين مكارثي (جمهوري من ولاية كاليفورنيا) الذي صرح من القدس المحتلة بأن “القدس هي عاصمة إسرائيل، وستظل كذلك دائمًا”، وأضاف”أنا هنا هذا الأسبوع، أقود العشرات من الجمهوريين في مجلس النواب في رحلة لإعادة تأكيد دعم أمريكا الثابت لإسرائيل”.
كما دافع أعضاء آخرون في مجموعة النائب مكارثي عن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث غرد النائب كارلوس خيمينيز (جمهوري من فلوريدا): “في عالم منهار وخطير، التحالفات مهمة، وأنا فخور بالانضمام إلى [كيفن] مكارثي وزملائي في الحزب الجمهوري بوطني في إسرائيل هذا الأسبوع لإعادة تأكيد التزامنا بالشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
ووصفت النائبة ماريانيت ميلر ميكس (جمهورية عن ولاية آي أيه) الرحلة بأنها “أيام قليلة مفيدة للغاية”، فيما قالت النائبة آشلي هينسون (جمهورية عن ولاية أيوا) إن “علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل لا تتعلق بالسياسة، إنها متجذرة في قيمنا المشتركة ومصالحنا الأمنية، وقد أكدنا دعمنا الثابت لإسرائيل خلال مناقشاتنا” فيما غردت النائبة جوليا ليتلو (جمهورية عن لوس أنجلوس) صورة لها بجوار جندي إسرائيلي متفاخرة “كان من المدهش مقابلة بعض الرجال والنساء الشجعان في جيش الدفاع الإسرائيلي اليوم”، مؤكدة أن “خدمتهم في الخطوط الأمامية تضمن بقاء إسرائيل دولة آمنة وحرة وديمقراطية. أنا وزملائي فخورون للغاية بالوقوف معهم”.
كما أعرب أعضاء الوفد من الحزب الديمقراطي عن مشاعر مماثلة، حيث نشر النائب ريتشي توريس (ديمقراطي – نيويورك) فيديو من القدس قال فيه لأتباعه “انظروا، لا توجد دولة في العالم تتعرض للتشويه الإعلامي والمعلومات المضللة أكثر من إسرائيل، ولذا فمن الملح أكثر من أي وقت مضى أن يأتي الناس إلى دولة إسرائيل، ويروا الواقع على الأرض بأم عينيك، ويتوصلوا إلى استنتاجاتكم الخاصة”.
يذكر أن زعيمة الأغلبية في مجلس النواب، النائبة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا) قادت وفدًا نيابيًا الأسبوع الماضي إلى إسرائيل، حيث تم الترحيب بها وبمجموعتها المكونة من من ثمانية أعضاء في الكونغرس، بينهم ديمقراطيون محافظون مثل النائب تيد دويتش (ديمقراطي من فلوريدا) والتقدميون، مثل النائبة باربرا لي، والنائب رو خانا (عن ولاية كاليفورنيا).
وقالت بيلوسي للصحفيين إن إسرائيل هي “أعظم إنجاز سياسي في القرن العشرين”، وذلك قبيل قيامها بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
يشار إلى أنه على الرغم من تواجدهم في القدس، لم يذكر أي من النواب، المواجهات الدائرة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، حيث كان الفلسطينيون يحتجون على جولة أخرى من عمليات الإخلاء القسري والتهجير، (كان من المقرر إخلاء عائلة سالم في الأول من مارس/ آذار، حتى يتمكن السياسي الصهيوني اليميني يوناتان يوسف من الانتقال إلى منزلهم، لكن محكمة الصلح في القدس قضت مؤخرًا بإمكانية تعليق الأمر أثناء النظر في الاستئناف).
وفيما كان الوفد النيابي الأميركي يقوم بزيارة القدس المحتلة، ويثني على ديمقراطية إسرائيل، تعرض محمد العجلوني 25 عامًا، وفلسطيني مصاب بمتلازمة داون، للاعتداء العنيف من قبل الشرطة الإسرائيلية بحسب المجموعة الأميركية اليهودية التقدمية “إف نات ناو IfNotNow” التي نشرت مقطع فيديو للحادث أثار غضبًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقول فيه “إن عنف الدولة الإسرائيلية قاس ولا يهتم بعمر الفلسطينيين أو جنسهم أو قدرتهم. يُنظر إلى جميع الفلسطينيين على أنهم تهديد”.
كما قتلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي، الطفل محمد شحادة (14 عامًا) في الضفة الغربية، ومنعت الشرطة الإسرائيلية سيارات الإسعاف من الوصول إلى الصبي بعد إطلاق النار عليه، وقد جاء استشهاد شحادة بعد أسبوع واحد فقط من حادثة استشهاد نهاد البرغوثي (19 عامًا) في الضفة الغربية المحتلة من قبل القوات الإسرائيلية.
يشار إلى أن منظمة اللوبي الإسرائيلي “إيباك” هي التي مولت زيارة النواب الديمقراطيين والجمهوريين هذا الأسبوع بالكامل، وهو ما يتنافى مع قواعد أخلاقيات الكونغرس.
يذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد أصدرت في الأول من شباط الجاري تقريرًا مفصلاً عن الفصل العنصري الإسرائيلي، تقول فيه “إن عقودًا من المعاملة غير العادلة المتعمدة للفلسطينيين في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة إسرائيل، تركت الفلسطينيين مهمشين وخاضعين لحرمان اجتماعي واقتصادي واسع النطاق ومنهجي حيث يُحرمون من الوصول العادل إلى الموارد الطبيعية والمالية وفرص كسب العيش والرعاية الصحية والتعليم”، وهو التقرير الذي وصفه النواب الأمريكيون بالكاذب.