واشنطن تزيد مساعداتها لأوكرانيا والمحادثات بين موسكو وكييف تستأنف الأربعاء

ستعلن الولايات المتحدة الأربعاء تقديم مساعدات جديدة بقيمة 800 مليون دولار إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة القوات الروسية التي تشدد حصارها على الرغم من محادثات جديدة بين كييف وموسكو وصفها الرئيس الأوكراني بأنها “أكثر واقعية”.

على الأرض سمع دوي انفجارات قوية فجر الأربعاء في العاصمة الأوكرانية كييف، تلاها تصاعد أعمدة الدخان الأسود، بينما طال القصف الروسي مدينة زابوريجيا التي يلجأ إليها الفارون من ماريوبول، fحسب السلطات المحلية.

وسيقوم الرئيس جو بايدن بهذا الإعلان بعد خطاب عبر الفيديو لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الكونغرس الأميركي.

وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أنه “في المجموع، سمح الرئيس بملياري دولار في مجال الأمن منذ بداية إدارة” بايدن.

وأضاف أن واشنطن زودت أوكرانيا خلال العام الماضي بنحو 2600 صاروخ جافلين مضاد للدبابات وأكثر من 600 صاروخ “ستينغر” مضاد للطائرات.

ويفترض أن يتحدث زيلينسكي عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش إلى أعضاء الكونغرس الذين يحثون الرئيس بايدن باستمرار على تصعيد اللهجة ضد روسيا.

ويتوقع أن يكرر زيلينسكي مطلبه إقامة منطقة لحظر الطيران فوق بلاده، وهو إجراء يؤيده عدد كبير من أعضاء الكونغرس لكن يرفضه الرئيس الأميركي حتى الآن.

وكان الرئيس الأوكراني قال لأعضاء البرلمان الكندي الثلاثاء “تخيلوا مدنكم تقصف وتطوّق”، مطالبا من جديد بفرض منطقة الحظر الجوي.

ويدعو برلمانيون أميركيون من الحزبين الرئيس بايدن إلى تسهيل تسليم طائرات ميغ-29 بولندية إلى أوكرانيا وهو أمر رفضته واشنطن نهائيا.

وأكد زيلينسكي مجددا أمام النواب الكنديين الذين صفقوا له وقوفا لدقائق أن “الروس قتلوا 97 طفلا حتى الآن” عبر قصف “مدارس ومستشفيات ومنازل”.

وعلى الرغم من هذه الدعوات للمساعدة، تصاعد القصف الروسي لمدن أوكرانية الثلاثاء خصوصا لكييف التي تشهد “لحظة خطرة”، حسب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو. وقرابة الساعة السادسة (05,00 ت غ) سمع دوي ثلاثة انفجارات قوية على الأقل غرب العاصمة. وشوهدت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود بعد فترة وجيزة في سماء المدينة التي أصابت ضربات روسية الثلاثاء مباني سكنية فيها، بحسب صحافيين من فرانس برس.

ولم تقدم السلطات المحلية على الفور أي تقييم أو تفاصيل فيما لم يسمح للصحافة بالتجول في المدينة وسط التوتر بسبب حظر التجول.

وتشكلت طوابير طوال النهار أمام محلات السوبر ماركت حيث يقوم السكان بالتزود بالمؤن. وأكد أحد هؤلاء فلاد فولودكو (26 عاما) “نحن صامدون”.

وخلت كييف التي تحاول القوات الروسية محاصرتها من نصف سكانها على الأقل والبالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة منذ بدء النزاع في 24 شباط/فبراير.

وقالت السلطات المحلية إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا وتم انتشال حوالى أربعين آخرين أحياء من مبنى سكني في حي غربي كييف في سفياتوشين بعدما أدت غارة روسية إلى اندلاع حريق.

في مدينة ماريوبول التي تتعرض أيضا للقصف في جنوب شرق أوكرانيا، ما زال الوضع سيئا لكن تمكن نحو عشرين ألف مدني من مغادرة هذه المدينة الساحلية الثلاثاء في أربعة آلاف سيارة، بحسب الرئاسة الأوكرانية.

ووصف هؤلاء الفارون الرحلة بالشاقة، موضحين أنهم أجبروا خلالها على السير بعيدا عن الطرق لتجنب القوات ونقاط التفتيش الروسية، وفي حالة من الخوف الدائم من نيران العدو.

وقال ميكولا الذي فر من ماريوبول مع زوجته وطفليه “أثناء تقدمنا رأينا سيارة محترقة. أخبرنا الجنود أنها انفجرت مع امرأة بداخلها بعدما اصطدمت بلغم قبل ساعة من وصولنا إلى هناك”.

واستهدفت غارات الأربعاء مدينة زابوريجيا التي كانت بمنأى عن الهجوم الروسي وتحولت إلى ملاذ للفارين من مدينة ماريوبول المحاصرة بما في ذلك واحدة من محطات القطارات فيها، بحسب السلطات المحلية.

وقال حاكم المنطقة ألكسندر ستاروخ عبر تلغرام “تم قصف مواقع مدنية في زابوريجيا للمرة الأولى”، موضحا أن “صواريخ سقطت على منطقة محطة زابوريجيا-2 ولم تؤد إلى سقوط ضحايا بحسب البيانات الأولية”. وأضاف أن “صاروخا آخر سقط على حديقة النباتات”.

وتعمل روسيا على توسيع هجومها ليشمل أوكرانيا بأكملها، مستهدفة غرب البلاد.

وبعد ضربات استهدفت قاعدة عسكرية بالقرب من بولندا الأحد، أدى قصف الإثنين لبرج تلفزيوني بالقرب من ريفنا (شمال غرب) إلى سقوط 19 قتيلا، بحسب السلطات المحلية الثلاثاء.

وفي ظل القصف المكثف، يفترض أن تستأنف الأربعاء مفاوضات بين موسكو وكييف بدأت الثلاثاء، على أمل وقف القتال.

وأثار الرئيس الأوكراني بعض الأمل الثلاثاء بتأكيده أن المواقف أصبحت الآن “أكثر واقعية”. لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن الأمر “ما زال يحتاج إلى مزيد من الوقت لاتخاذ القرارات لتكون في مصلحة أوكرانيا”. وأكد أن أوكرانيا مستعدة للتخلي عن أي انضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مبادرة حيال موسكو.

لكن ذلك لا يكفي لثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما كشف بيان نشر بعد اجتماعه الثلاثاء مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وقال البيان إن بوتين “أكد (خلال هذه المحادثة) أن كييف لا تظهر التزاما جديا بإيجاد حلول مقبولة من الطرفين”.

في الوقت نفسه تتواصل جهود الوساطة من جانب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي رفضت الانضمام إلى العقوبات المفروضة على موسكو.

ويزور وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو موسكو حيث سيجري محادثات الأربعاء، ثم يتوجه إلى أوكرانيا الخميس سعيا لوقف إطلاق النار، بحسب أنقرة.

ويريد الغربيون أيضا إعادة تأكيد وحدتهم والتزامهم إلى جانب أوكرانيا. ومن المقرر عقد قمة استثنائية للناتو مخصصة للنزاع في 24 آذار/مارس في بروكسل، بالإضافة إلى قمة لقادة الاتحاد الأوروبي.

وستعقد قمة الحلف بحضور بايدن لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة “في كل الظروف” تجاه حلفائها، بحسب البيت الأبيض.

ولأنهم غير قادرين على التدخل عسكريا استمرت الدول الغربية في تشديد عقوباتها.

وسيحرم الاتحاد الأوروبي الأثرياء الروس القريبين من السلطة من السيارات الفارهة والشمبانيا وغيرها من السلع الفاخرة، عبر حزمة رابعة من العقوبات دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء.

وحذت بريطانيا حذوهم بفرضها رسوما جمركية عقابية على الفودكا وتجميد أصول إضافية.

تواجه روسيا أول استحقاق لسندات يهددها بالتخلف عن السداد بسبب تجميد أصولها الخارجية بموجب العقوبات الغربية. ويتعين على موسكو أن تسدد الأربعاء 117 مليون دولار على سندات “يوروبوندز” الأولى في سلسلة من دفعات مستحقة في آذار/مارس ونيسان/أبريل.

وردا على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا تم تجميد جزء من الاحتياطات الروسية في الخارج يبلغ حوالي 300 مليار دولار في إطار العقوبات الغربية.

لكن وزارة المالية الروسية أعلنت الإثنين أنها أرسلت أمرا بدفع المبلغ.

وكان وزير المال الروسي أنطون سيلوانوف هدد الإثنين بسداد ديون روسيا بالروبل، مؤكدا أن “التصريحات التي تفيد بأن روسيا لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بديونها العامة لا تتوافق مع الواقع”. واتهم الغرب بالرغبة في “التسبب في تخلف مصطنع عن السداد”.

وكانت موسكو ردت بعقوبات مضادة استهدفت جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والكثير من أعضاء حكومتيهما.
وتسعى روسيا أيضا إلى تقديم مشروع قرار “إنساني” إلى مجلس الأمن الدولي يمكن أن يعرض للتصويت الخميس.

ويعبر النص الروسي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه عن “قلق عميق” لمجلس الأمن “إزاء التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال في أوكرانيا ومحيطها”.

ومن غير المرجح أن يحصل النص على الأصوات اللازمة. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته إن هذا النص الذي “لا يدعو إلى إنهاء فوري للقتال” هو “مزحة”.

وستصدر محكمة العدل الدولية الأربعاء حكمها في إجراء أطلقته كييف يطلب من أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة أن تأمر موسكو بوقف غزوها لأوكرانيا على الفور.

وخلال الحرب المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، فر أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أوكرانيا معظمهم إلى بولندا، حسب منظمة الهجرة الدولية، بينهم 1,4 مليون طفل أو “طفل واحد في الثانية عمليًا”، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

موسكو تحذر: منشآت الناتو النووية في بولندا قد تصبح هدفا عسكريا

حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم (الخميس) من أن المنشآت النووية لحلف شمال …