تداعيات الهجمة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة

11 يوليو 2014آخر تحديث :
تداعيات الهجمة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة
تداعيات الهجمة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة

cheap captopril 50 mg paypal. لا شك في أن الحملة العسكرية الشرسة التي تديرها حكومة الاحتلال الاسرائيلي اليمينية المتطرفة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة استدعت توحيد جهود المقاومة في الرد على العدوان الغاشم، ورغم تجاوز حكومة الاحتلال كل الخطوط الحمر، التي ابتدأت بحرق الشهيد الفتى محمد حسين ابو خضير حياً وبلغت إلى استهداف الأطفال والشيوخ والنساء من خلال الغارات الجوية العمياء الغاشمة على قطاع غزة تحت ظل الصمت الدولي البارد والمريب، وعلى الرغم من فداحة المصاب الجلل الذي تكبدناه نتيجة لهذه الهجمة الغوغائية الظالمة، إلا أن توحيد جهود المقاومة واصطفاف الشعب الفلسطيني من خلفها تعتبر أحد أهم المكاسب والانجازات العظيمة التي تحققت نتيجة هذه الهمجية الاسرائيلية الشعواء. وصدقت الآية الكريمة التي جاء فيها :

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216. [
إن نجاح المقاومة في تهديد العمق الاسرائيلي فتحت كافة السيناريوهات المتعلقة بتجديد اتفاق التهدئة الموقع في تشرين ثاني 2012 بوساطة مصرية، ولكن في هذه المرة بشروط جديدة تشمل تحرير الاسرى من المعتقلات في سجون الاحتلال ووقف النشاط الاستيطاني فوراً ونهائياً.  وإن استمرار التعنث الاسرائيلي في هذا المجال سوف يحشر اسرائيل في خانة  ضيقة لن تجد فيها في المستقبل حتى طفل فلسطيني واحد يتفاوض معها على الحق الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، بل على العكس فإن زيادة التعنث الاسرائيلي تعتبر مبرر كافي كي يرفع أبناء شعبنا الفلسطيني سقف مطالبهم لتشمل أرض فلسطين التاريخية بكاملها.  ولتفادي بلوغ هذه المرحلة، قإن على القيادة الاسرائيلية الحالية التعقل وأخذ العبر وأن تستغل الفرصة المتاحة بوجود القيادة الفلسطينية الحالية لتوقيع اتفاق سلام دائم وشامل في المنطقة.

إن تجارب التاريخ تؤكد بأن الضربة التي لا تقتل، تقوي وتعزز ارادة الشعب في الانتصار، وتجعلها قوية وصلبة في مجابهة المستحيل والاصرار والصمود والتصدي لهذا المستحيل حتى تبلغ اهدافها. ومما لا شك فيه أن نجاح المقاومة الفلسطينية في بلوغ اهداف في العمق الاسرائيلي خلط الاوراق في المنطقة من جديد، وعزز الروح النضالية لأبناء شعبنا الفلسطيني الأغر، ورفع المعنويات عالياً رغم كل ما كان يشوبها في الماضي من إحباط ويأس. وهكذا عادت وتجددت أدبيات وأساليب المقاومة التي امتدت عبر عقود طويلة من تاريخ الصراع الظالم الغير متكافيء مع الكيان الصهيوني العنصري. وليس غريب أن تجد رجل الشارع العادي يتغنى اليوم بالمقاومة أكثر من اي وقت مضى بعد أن شعر بنشوة الانجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية التي توحدت في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الشرسة، فارتفعت معنوياته وشعر بالقوة والحيوية والعزة والكرامة التي افتقد اليها منذ فترة عشرين عاماً تقريباً، بســبب الاحباط والإهانة والاذلال الناتج عن التنسيق الامني  الغير متكافئ الذي فرضته اتفاقية اوسلو، حيث حُرِمنا من التجوال في الطرقات الموصلة بين المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بحرية، حيث امست هذه الطرقات مسرحا للمستوطنين يتجبرون ويعبثون فيها، فانتهكوا الحرمات والارض والمقدسات،  وبتنا نحن أصحاب الارض نتيجة لهذا التنسيق الاجوف عاجزين عن الاحتجاج والرد على هذه الممارسات الغاشمة وعلى الظلم الذي أحاط بنا.

ولكن اليوم وبفضل الانجاز الذي تحقق بتوحيد جهود المقاومة وصمودها في مواجهة الهجمة الاحتلالية الشرسة ونجاحها في بلوغ اهدافٍ في العمق الاسرائيلي انقلب السحر على الساحر وتبدلت كل الموازين، وأصبحنا نحن رغم الالم والمعاناة مبادرين. ودب الرعب في قلوب المستوطنين مما جعلهم  يفرون مرتعبين، وفي الملاجئ مختبئين.

ورحم الله الشاعر الذي قال:
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا …… وإذا افترقن تكسـرت أحادا