الانتخابات التشريعية في لاتفيا تظهر فوز الموالين للغرب وتراجع المؤيدين لروسيا

3 أكتوبر 2022آخر تحديث :
الانتخابات التشريعية في لاتفيا تظهر فوز الموالين للغرب وتراجع المؤيدين لروسيا

فاز حزب الوسط الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته كريسيانيس كارينس في الانتخابات التشريعية في لاتفيا السبت، بحسب النتائج النهائية التي صدرت مساء الأحد، بينما تراجعت الأحزاب القريبة من الأقلية الروسية.


تصدر حزب “الوحدة الجديدة” برئاسة كارينس النتائج بنسبة 18,97 بالمئة من الأصوات ليصبح أكبر احزاب البرلمان مع 26 نائبا على ما أفادت اللجنة الانتخابية المركزية.


تعزز نتائج الاقتراع من فرص كارينس أن يكلف من قبل الرئيس اللاتفي إيجيلس ليفيتس تشكيل حكومة جديدة حين يبدأ البرلمان الجديد عمله مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في الدولة الواقعة على بحر البلطيق والبالغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.


وقال الخبير السياسي فيليبس راجيفسكيس لوكالة فرانس برس “أظن أن الحرب في أوكرانيا صبت كثيرا في مصلحة كارينس والوحدة الجديدة لأنهم أقوياء جدا في مجال الشؤون الخارجية وهو أمر مهم للاتفيا على صعيد الأمن الوطني”.


وستتمثل سبعة أحزاب في البرلمان المؤلف من مجلس واحد يضم مئة مقعد. ويبدو اثنان من هذه الأحزاب هما “اللائحة الموحدة” (الخضر وأحزاب محلية ووسطيون، 11,01 %، 15 نائبا)، والتحالف الوطني (اليمين الوسط، 9,29 %، 13 نائبا) في موقع جيد للانضمام إلى الوحدة الجديدة ضمن ائتلاف يضم غالبية مؤلفة من 54 نائبا.


تجاوز حزب واحد فقط مدعوم من الأقلية الناطقة بالروسية هو حزب “الاستقرار” المؤيد لروسيا، عتبة الأهلية البالغة 5 بالمئة بحصوله على 6,80 % ما أمن له 11 نائبا، فيما وجد التشكيل التاريخي للناطقين بالروسية، حزب الانسجام (هارموني)، الذي كان قويًا سابقًا، نفسه خارج البرلمان مثل “اتحاد الروس في لاتفيا” المؤيد علنا للكرملين.


وجاء حزب الخضر والفلاحين (الوسط والاشتراكي الديموقراطي) في المرتبة الثانية بحصوله على نسبة 12,44 بالمئة و16 نائبا. إلا ان كارينس لا يرى فيه حليفا محتملا.


وقال للتلفزيون العام “أل تي في 1” إن “الوحدة الجديدة لن تدخل في ائتلاف مع الأحزاب التي تبحث عن توجهاتها السياسية في روسيا، ولن نتعاون مع حزب الخضر والفلاحين. هناك خيارات أخرى مفتوحة”.


في السابق، اعتبر أن المشاركة المحتملة للخضر والفلاحين في ائتلافه لن تكون ممكنة إلا إذا انفصل هذا الحزب عن حليفه، الثري المقرب من الكرملين ورئيس بلدية فنتسبيلز إيفارس ليمبيرجز، معلناً أنه سيكون من المستحيل عليه التعاون مع شخص يعارض التعاون مع حلف شمال الأطلسي ومتهم بجنح خطيرة.


وحصل حزبان آخران هما التقدميون (اليسار الجتماعي الديموقراطي) و”لاتفيا أولاً” (شعبوي) على عشرة نواب وتسعة على التوالي.


وقال كارينس لوكالة أنباء ليتا اللاتفية الرسمية إن الرئيس ليفيتس دعا ممثلي الأحزاب التي تدخل البرلمان إلى اجتماع الاثنين 3 تشرين الأول/أكتوبر.


وأوضح أن محادثات لتشكيل ائتلاف ستركز بالمقام الأول على برنامج مشترك، ثم على توزيع الحقائب الوزارية.


وفي ما يتعلق بالتهديد الروسي، أكد كارينس لوكالة فرانس برس “لا أنا ولا حكومتي ولا بلدي سنرد بدافع الخوف (…) سنواصل الاستثمار في دفاعنا كدولة عضو في الناتو”.


أكدت النتائج، من جانب آخر، تراجع حزب الانسجام (هارموني) المدعوم من الناطقين بالروسية الذين يشكلون نحو 30 بالمئة من السكان.


بعدما تصدر نتائج الانتخابات التشريعية منذ عقد من دون أن يجد حليفًا ليحكم إلى جانبه، وبعدما حصل على نسبة قريبة من عشرين بالمئة من الأصوات في 2018، واجه تراجعا تدريجيا تفاقم بسبب قضايا فساد أفقدته بلدية مدينة ريغا.


وعزا الرئيس السابق للحزب ورئيس بلدية ريغا السابق نيل اوشاكوف، وهو الآن عضو في البرلمان الأوروبي، النتيجة السيئة التي وصل إليها تكتله إلى إدانته للهجوم الروسي في أوكرانيا.


وقال لوكالة أنباء ليتا اللاتفية الرسمية “كان على هارموني الاختيار بين التصرف بمسؤولية أو اللعب بالشعبوية مع الأمن القومي ومصالح الدولة”.


واضاف “بقي بعض ناخبينا في منازلهم، والتحق آخرون بأحزاب جديدة مختلفة تمثل توجهاً جيوسياسياً مغايراً”. أدى هذا الوضع إلى انقسام الناخبين الناطقين بالروسية.