احتفلت الأمم المتحدة باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية الذي يوافق 29 آب/أغسطس من كل عام، بالتحذير من وضع يُنذر بإبادة محققة في ظل “تنامي انعدام الثقة والانقسام في العالم”. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في رسالته بهذه المناسبة إن “العالم ينادي بصوت واحد لإنهاء هذا الإرث المدمر”.
وأضاف أن هذا يأتي في وقت يشهد فيه العالم تخزين ما يقرب من 13000 من الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، بينما تعمل البلدان على تحسين دقة هذه الأسلحة وزيادة مداها وقوتها التدميرية، مضيفا أن “هذا وضع ينذر بإبادة محققة”.
وفي نفس اليوم علق الرئيس الروسي السابق ورئيس مجلس الأمن القومي الحالي، دميتري ميدفيديف، على تصريحات للمستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك أشار فيها إلى أن شركاء بلاده في الغرب موافقون الآن على إمكانية قيام أوكرانيا بتدمير كل ما هو روسي في الأراضي المحتلة، ومن بينها القرم على سبيل المثال.
وقال ميدفيديف إن هذه التصريحات تعد “دليلا مباشرا قانونيا على تورط الغرب في الحرب على روسيا”. وأضاف أن “التوقعات بشأن نهاية العالم تقترب” مشيرا إلى تهديد الكرملين باستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا وحلفائها الغربيين.
من ناحية أخرى، قال خيرت عمروف النائب الأول لوزير الخارجية في كازاخستان في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست إن فيلم أوبنهايمر الذي عرض مؤخرا لفت الأنظار على نطاق واسع إلى الخطر الحقيقي والحالي للأسلحة النووية. وقد طال انتظار هذا الأمر، حيث إنه غالبا ما يتم حجب التهديد النووي في الخطاب العام رغم أن هذه الأسلحة تمثل خطرا وجوديا على العالم تماما مثل أزمة المناخ.
وأشار عمروف إلى أنه تم تعديل ساعة نهاية العالم، وهي مقياس رمزي لمدى تعرض البشرية لكارثة نووية من 100 ثانية إلى 90 ثانية فقط حتى ساعة الصفر. وهناك أسباب متعددة لذلك، وأكد أن المخاوف المروعة التي صورها فيلم أوبنهايمر تظل وثيقة الصلة. ولذلك يتعين على العالم مواجهة تهديد الأسلحة النووية بجدية، وأن يحدد مسارات لمنع انتشار ونزع السلاح النووي.
وأوضح عمروف أن كازاخستان عانت بالفعل من التداعيات الكارثية للأسلحة النووية. فقد شهدت طوال نصف قرن تقريبا تجارب نووية في الجو، وعلى الأرض، وتحت الأرض. وكان لذلك تأثيراته على صحة حوالي 5ر1 مليون كازاخي كانوا يعيشون بالقرب من موقع التجارب في مدينة سيميبالاتينسك، التي كان يجري فيها الاتحاد السوفيتي السابق تجاربه النووية في الفترة ما بين 1949 و1989. وقد استمرت تأثيرات الإشعاع ثلاثة عقود بعد قيام كازاخستان بتفكيك الموقع عام 1991.
وقال عمروف إن غوتيريش كان على حق عندما أكد أهمية التخلص من خطر الأسلحة النووية قبل أن تقضي على عالمنا. ولتحقيق ذلك ينبغي على المجتمع الدولي مقاومة أي محاولة لتطبيع التهديدات النووية، ومواجهة أولئك الذي يؤكدون أنه يمكن تبرير أي هجوم نووي محدود.
كما يتعين استئناف مفاوضات الحد من التسلح واستمرار خفض الترسانات النووية. وينبغي على الولايات المتحدة وروسيا بوجه خاص التفاوض بشأن إطار جديد للحد من التسلح ليحل محل اتفاقية نيو ستارت، وهي الاتفاقية الوحيدة الرئيسية الباقية بينهما للحد من الأسلحة النووية، والمقرر أن تنتهي في عام 2026 ما لم يتم تجديدها.
وفي ختام تقريره قال عمروف إنه رغم وقوف عقبات سياسية وفنية عديدة في طريق تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية، فإنه في ظل تزايد التوترات الدولية وتعاظم الترسانات النووية، ليس هناك بديل عن ذلك من أجل تجنب وقوع الكارثة.