سموتريتش ينفذ خطته دون ضجيج وعلى مراحل لتقويض السلطة وصولاً إلى ضم الضفة

24 يونيو 2024آخر تحديث :
سموتريتش ينفذ خطته دون ضجيج وعلى مراحل لتقويض السلطة وصولاً إلى ضم الضفة

أبو بدوية: سموتريتش ينفذ خطته على مراحل وصولاً للتهجير والضم وإنهاء الحركة الوطنية
بشارات: سموتريتش يسعى لتعزيز دولة المستوطنين بالضفة ومنع أي كيان فلسطيني
نعيرات: خطة قديمة وإسرائيل تسعى لتقويض السلطة بتحجيم دورها وعقوبات اقتصادية
ياغي: نتنياهو يسعى إلى حسم السيطرة على الضفة وإنهاء السلطة وأوكل المهمة لسموترتش

تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة اليمين المتطرف إلى تحقيق سيطرة كاملة على الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، عبر إنهاء السلطة الفلسطينية وتعزيز الاستيطان، وهذه الجهود، التي تجري منذ سنوات، تشهد الآن تسارعًا ملحوظًا، تحت إدارة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلائيل سموتريتش، الذي يسعى لتنفيذ خطته لحسم الصراع عبر مراحل متعددة.


ويؤكد كتاب ومحللون سياسيون في حديث لـ”القدس” دوت كوم، أن خطة سموتريتش تشمل إجراءات مالية وأمنية تهدف إلى إضعاف السلطة الفلسطينية تدريجيًا، دون إثارة الرأي العام العالمي، وهذه الخطة تتضمن فرض الأمر الواقع سياسيًا، وإنهاء الحركة الوطنية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين، وصولًا إلى الضم الفعلي للضفة الغربية.


ويرى الكتاب والمحللون أن هذه التحركات تهدف إلى إنهاء أي دور سياسي فلسطيني في الضفة الغربية، وجعلها بلدية رمزية، ورغم ذلك هناك استمرار في استهداف السلطة لإنهائها وانهيارها، بينما تتجه الحكومة الإسرائيلية نحو ضم الضفة بشكل صامت، ما يعزز الاستيطان ويقوّض أية فرصة لحل سلمي للصراع.

تدمير السلطة من خلال ممارسات مالية وأمنية

ويقول أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، د. رائد أبو بدوية: “إن انهيار السلطة الفلسطينية هو جزء من خطة وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلائيل سموترتش، لحل الصراع ضمن عدة مراحل”.


ويوضح أبو بدوية أن حل السلطة يتم من خلال ممارسات مالية وأمنية، وليس الإعلان عن حل السلطة وإنهائها بشكل رسمي، لتجنب إثارة الرأي العام العالمي، حيث تشمل الخطة فرض الأمر الواقع سياسيًا، وإنهاء الحركة الوطنية الفلسطينية، والتهجير، ثم الضم.


ويرى أبو بدوية أن سموتريش يسعى منذ استلامه منصبه إلى تشجيع الاستيطان، والتضييق على السلطة والاقتصاد الفلسطيني ككل، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية بدأت بعد السابع من أكتوبر، بفرض قوانين وإجراءات لتعزيز الاستيطان، وهناك مقترحات لتشجيع وشرعنة الاستيطان العشوائي وتسليح المستوطنين.

إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي واستبداله بالمدني

ويؤكد أبو بدوية أن هذه المؤشرات تدل على أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ خطوات متزايدة ومتسارعة لإنهاء السلطة الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، كما أن رفض الحكومة الإسرائيلية لاستلام السلطة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة يعكس قرارًا بإضعاف السلطة، بما يتوافق مع رغبتهم في إنهائها لتحقيق مطامعهم في الضفة الغربية بالضم والاستيطان.


ويشير أبو بدوية إلى أن سموتريش يسعى إلى إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي واستبداله بالمدني، وهو ضم فعلي مع تجنب ردة الفعل الدولية، لكن مع إدراك العالم لخطورة ما يجري، شهدنا اعترافات بدولة فلسطين وعقوبات ضد المستوطنين، في محاولة لمنع تنفيذ البرنامج الاستيطاني.


ولا يعتقد أبو بدوية أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض عقوبات رسمية على سموتريش، وربما تتخذ خطوات أخرى ضد المستوطنين، لكنها ستكون غير كافية كونها رسالة سياسية فقط للحكومة الإسرائيلية.

الاحتلال يضغط على السلطة بـ”المقاصة” لإضعافها وصولاً لإنهائها

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل جدي لإنهاء السلطة الفلسطينية، منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأن التضييق على السلطة بدأ منذ قرابة ثلاثة أعوام عبر أموال المقاصة التي تتعرض لقرصنة، بهدف إضعاف الوجود الفلسطيني وانعكاس ذلك على الأداء الرسمي الفلسطيني.


ويشير بشارات إلى أن سموتريش يهدف إلى تعزيز الاستيطان ودولة المستوطنين في الضفة الغربية، وأن ما يحدث الآن هو تنفيذ لخطة إسرائيلية قديمة، زادت ملامحها بعد السابع من أكتوبر، لكنها طرحت قبل دخول سموترتش للحكومة الإسرائيلية.

إسرائيل تستغل حرب غزة لتسريع مشاريعها الاستيطانية

ويوضح بشارات أن الحرب على غزة ساهمت في إبطاء تلك الخطة، إلا أن اليمين الإسرائيلي يحاول الآن استغلال انشغال العالم بالحرب لتسريع المشاريع الاستيطانية وضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، مؤكدًا أن الهدف ليس فقط استهداف السلطة الفلسطينية، بل القضاء على الهوية الفلسطينية ومنع أي نواة تؤدي إلى كيان أو دولة فلسطينية.


أما بشأن إمكانية فرض الولايات المتحدة عقوبات على سموتريش، يؤكد بشارات أن هناك عدم جدية أمريكية في ردع إسرائيل عن تحقيق أهدافها، وأن الادعاءات الأمريكية بأنها وسيط هي دعاية فقط، حيث تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل متكامل وتعتبر شريكة لها.

خطة الضم والتوسع في الضفة موجودة منذ توقيع اتفاق أوسلو

الكاتب والمحلل السياسي د. رائد نعيرات يرى أن الحديث عن إنهاء السلطة الفلسطينية هو مشروع يسعى إليه اليمين الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، ولكنه لم يحسم بعد كيفية تنفيذ هذا الأمر، أو تقديم بديل لما سيحدث في اليوم التالي لانهاء السلطة.


وأشار نعيرات إلى أن إسرائيل ومنذ عشر سنوات تعمل على تقويض السلطة الفلسطينية، سواء من خلال تحجيم دورها السياسي أو فرض العقوبات الاقتصادية عليها أو تقليص قدرتها الميدانية عبر الاقتحامات، بهدف إنهاء وجودها، لكن المختلف الآن، بحسب نعيرات، هو تحويل السلطة إلى مجرد اسم دون أي دور فعلي.


ويشير نعيرات إلى أن خطة الضم والتوسع في الضفة الغربية موجودة منذ توقيع اتفاق أوسلو، لكنها تصاعدت في السنوات الأخيرة، والآن يتم الحديث عنها علناً في وسائل الإعلام كخطة واضحة، فيما يعتقد نعيرات أنه لا يوجد اعتراف من قبل المشروع السياسي الإسرائيلي بأي دور سياسي لأي جهة فلسطينية في الضفة الغربية.


أما بما يخص ما يتم الحديث عنه حول فرض عقوبات على وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، يقول نعيرات: “إن اليمين الإسرائيلي غير مهتم بأي شيء سوى تنفيذ مشروعه الاستيطاني، وهو يفترض وجود ركيزة اميركية بتواصل الدعم الأميركي لإسرائيل”.

نتنياهو سهّل إدخال المساعدات إلى غزة لاستدامة الانقسام

من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، وإنهاء السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً، بينما يشير إلى أن هذا التوجه يتم تدريجياً منذ تولي بنيامين نتنياهو الحكم، حيث استغل الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة بإدخال المساعدات إلى غزة لاستدامة الانقسام.


ووفق ياغي، فإن نتنياهو يسعى الآن لحسم السيطرة في الضفة الغربية، وقد أوكل هذه المهمة لبتسلئيل سموتريتش، الذي يمتلك صلاحيات واسعة في “الإدارة المدنية”، ويعمل على نقل الصلاحيات القانونية والإدارية للمستوطنين إلى الوزارات الإسرائيلية، ما يعني ضم الضفة بشكل صامت وغير معلن.


وشدد ياغي على أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلى حل سلمي أو تفاوضي، بل تعمل على تهجير الفلسطينيين إما عبر الحصار أو الهجرة القسرية.


وفيما يتعلق بفرض عقوبات من قبل الإدارة الأمريكية على سموتريتش، يرى ياغي أنها خطوة جادة للضغط على نتنياهو لمنع انهيار السلطة، لكنه يعتبرها غير كافية دون ضغط حقيقي على إسرائيل.

الولايات المتحدة تدير الصراع دون اتخاذ مواقف حاسمة

ويشير ياغي إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإدارة الصراع دون اتخاذ مواقف حاسمة تمنع إسرائيل من إضعاف السلطة.


ويرى ياغي أن السلطة الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، ولم تعد تسيطر على الضفة الغربية، بل يسيطر عليها الجيش والأمن الإسرائيلي، ورغم أن السلطة أصبحت كبلدية كبيرة داخل الضفة، ورغم ذلك فإن نتنياهو لا يريدون للسلطة حتى أي دور رمزي تمثيلي معترف به دولياً، ويسعون لإنهائه.


ويشير ياغي إلى أنه في المقابل تأتي المحاولات الأميركية للحفاظ على السلطة، لكن دون اتخاذ خطوات فعالة وجازمة، وهو ما يعني أن كل تلك الخطوات الأميركية لا جدوى منها، فهي لا تستطيع إعادة أموال المقاصة للسلطة، فكيف لها أن تأتي بدولة فلسطينية!