القدس – NTV – شارك حوالي مئة مواطن مقدسي مسيحي، اليوم الأحد، في مسيرة انطلقت من كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وجابت شوارع القدس القديمة حتى وصلت إلى مقبرة كنيسة اللاتين في المدينة، تنديداً باعتداءات المستوطنين على كنيسة اللاتين والمقدسات بشكل عام.
ورفع المشاركون صليبا خشبيا كبيرا، ورددوا صلوات وشعارات تندد بالاعتداء على المقدسات والرموز الدينية، وذلك بعد وقائع اعتداءات عديدة على الأديرة والكنائس والمقابر من قبل مجموعات المستوطنين ومنهم من يطلق على نفسه ‘تدفيع الثمن’.
وقال رئيس جمعية تطوير حارة النصارى باسم سعيد لـ ‘وفا’ إن المسيرة اليوم خرجت لإيصال رسالة تحذر من الهجمة المتطرفة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، مؤكداً على أن صوتا واحدا موحدا يخرج من القدس لرفض تواصل الانتهاكات بحق الرموز الدينية والاعتداءات على الكنائس واقتحامات المستوطنين وأطماعهم بالمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف: ‘نحذر من أننا لن نسكت على استباحة أماكن عبادتنا، ولن نسكت على تدنيسها، وسنقف بالمرصاد لكل المحاولات والأيدي العنصرية التي تطال كل ما هو فلسطيني مسيحي أو إسلامي في هذه المدينة المحتلة.’
وأصدر المشاركون من المواطنين وجمعية تطوير حارة النصارى ومركز بذور الحياة من حارة النصارى بياناً استنكروا فيه الظلم والاضطهاد والاعتداءات المتكررة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.
وجاء في البيان: ‘نحن مواطنون أصليون أصحاب أرض وتراب وحجر وليس مجرد رعايا وطوائف متعددة تعيش على قارعة الطريق، من هنا ومن الأراضي المقدسة نستنكر استنكارا شديدا على كل ظلم واضطهاد واعتداءات متكررة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة الهمجية التي لا تتصف بالإنسانية بتدنيس قبور أهالينا والاعتداءات على مقدساتنا وكهنتنا.’
ووصف البيان هذا العمل العنصري الذي جاء ضمن سلسلة استهداف للأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية بأنه من فئة حاقدة لا هدف لها سوى قتل روح المحبة بين أبنائها وتهويدها وتفريغها.
وأكد البيان على وحدة صف الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه وعلى أنهم أخوة في الإنسانية والتاريخ المشترك والإيمان بالله الواحد. كما دعا البيان إلى التوحد الحقيقي بين كافة الرعايا المسيحية في هذه البلاد المقدسة، مؤكداً بأن المسيحيين أينما وجدوا هم دعاة للمحبة وللتسامح والسلام وهي الصفات التي تعتبر أعمدة ثابتة من أعمدة الديانة المسيحية.
وكانت جماعة ‘تدفيع الثمن’ المتطرقة قد اعتدت على مقبرة كنيسة اللاتين ومقبرة كنيسة البروتوستانت وحطمت شواهد القبور واعتدت على سيارات مواطنين، إلى جانب اعتداءات سابقة على الأديرة والكنائس في مختلف أنحاء الوطن والتي تخللها تشويه وإساءة للرموز الدينية.