هدنة مشروطة لمدة 45 يومًا.. مقترح إسرائيلي لتبادل الأسرى مع حماس

15 أبريل 2025آخر تحديث :
هدنة مشروطة لمدة 45 يومًا.. مقترح إسرائيلي لتبادل الأسرى مع حماس

أفاد مصدر فلسطيني مطّلع، مساء اليوم الإثنين، بأن إسرائيل قدّمت مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة لمدة 45 يومًا، يشمل ترتيبات ميدانية وإنسانية وأمنية وتبادل أسرى على مراحل، وذلك ضمن جهود الوسطاء لاستئناف المفاوضات المتعثّرة.

ووفقا للمصدر، فإن “المقترح الذي نقلته مصر لحركة حماس يشترط تسليم الأسرى الأحياء والأموات بنهاية 45 يوما لتمديد الهدنة وإدخال المساعدات؛ كما يشمل المقترح الذي قدمته مصر نيابة عن إسرائيل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال بالأسبوع الأول من الاتفاق”.

وبحسب المصدر الذي تحدث لصحيفة “العربي الجديد”، فإن المقترح ينصّ على أن تبدأ إسرائيل في اليوم الثاني من سريان الاتفاق بإعادة الانتشار العسكري إلى المواقع التي كانت متمركزة فيها بتاريخ 2 آذار/ مارس 2025 في مناطق رفح وشمال القطاع، مع استئناف إدخال المساعدات الإنسانية وفق بروتوكول متفق عليه.

وأضاف أن المقترح الإسرائيلي يشمل كذلك الإفراج عن 5 إسرائيليين أحياء في اليوم الثاني، مقابل إطلاق سراح 66 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد و611 معتقلًا من قطاع غزة.

وأشار المصدر إلى أن المقترح يتضمن كذلك بدء مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم في اليوم الثالث من الاتفاق، بما يشمل ترتيبات متعلقة بإعادة الانتشار الإسرائيلي ونزع السلاح، وهو بند ترفض حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة مناقشته بشكل قاطع.

وينص المقترح الإسرائيلي بأن تفرج حماس في اليوم السابع عن 4 رهائن أحياء مقابل 54 أسيرا محكوما بالمؤبد و500 معتقل بعد 7 أكتوبر، وعلى أن تُقدّم حماس في اليوم العاشر معلومات كاملة عن جميع الرهائن الأحياء، ويتم الإفراج عن جثث 16 إسرائيليا في اليوم العشرين.

حماس: ندرس المقترح الذي تسلمناه من الوسطاء وسنرد قريبًا

وفي بيان صدر عنها قبيل انتصاف ليل الإثنين الثلاثاء، بيانا أكد فيه أنها “تدرس، بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء”، مشيرة إلى أنها “ستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه”.

وجددت الحركة تأكيدها على “موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار عن قطاع غزة”.

نتنياهو: مفاوضات مكثفة تجري في هذه الأيام لإعادة الأسرى

وعلى صلة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع عائلة أحد الأسرى، الإثنين، إن “المفاوضات الجارية تركز على الإفراج عن 10 أسرى، ونحن غير مستعدين لتقديم تنازلات”.

وأضاف “كما التزمتُ سابقًا، سنعمل على إطلاق سراح الجميع، وسنواصل القتال حتى القضاء على حركة حماس”. وأشار نتنياهو إلى وجود “حلول لم تخطر على بال أحد”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن الأخير أجرى مكالمات هاتفية مع أمهات ثلاثة من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، هم تمير نمرودي، أفيناتان أور، وإيتان هورن.

وخلال المحادثات، عرض نتنياهو، بحسب البيان، تفاصيل حول ما وصفه بـ”الجهود المستمرة” لإعادة الأسرى، وقال إن “تحركات تفاوضية مكثفة تجري هذه الأيام” بهدف التوصل إلى اتفاق.

وشدد مكتب نتنياهو مجددًا على التزامه “بإعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء أو الأموات”، وفق نص البيان الصادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

الخلاف يكمن حول إنهاء الحرب ونزع سلاح المقاومة

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن حماس أبدت استعدادًا لزيادة عدد الرهائن الأحياء الذين قد تطلق سراحهم، مقارنة بالعرض السابق، إلا أن المسألة المركزية الآن تتعلق بالحصول على ضمانات واضحة لإنهاء الحرب، وهو ما تصرّ عليه الحركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الإسرائيلية المعنية تنتظر رد حماس على المقترح المعدل في غضون أيام، وأنه في حال تبيّن وجود أرضية للمفاوضات، فإن إسرائيل ستوفد وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة أو القاهرة لاستئناف الحوار، وهي مستعدة لذلك متى دعت الحاجة.

من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” أن حماس مستعدة للإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الأحياء مما كانت قد طرحته سابقا، وتسعى من خلال موقفها الحالي إلى ضمان التزام إسرائيل الكامل ببنود الاتفاق، وخصوصًا ما يتعلّق بإنهاء الحرب.

ونقلت القناة، مساء الإثنين، عن مصدر مطلع أن إسرائيل أبدت استعدادًا لتقديم “تنازلات معينة”، لكنها ترفض تقديم أي التزام قد يُفسر على أنه تنازل عن هدف “القضاء على حماس”.

وذكرت “كان 11” أن مزاج الجهات المهنية في إسرائيل يميل حاليًا نحو التشاؤم بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، غير أن تلك الجهات تشدد على ضرورة التوصل إلى صفقة، في ظل نفاد الوقت المتاح لإنقاذ حياة الرهائن، على حد تعبيرها.

كما أُفيد بأن حماس أعربت عن استيائها خلال المباحثات في القاهرة من إدراج بند يتعلّق بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وأبلغت الوسيط المصري بأنها ترفض بشكل قاطع مناقشة هذا الملف في هذه المرحلة، وتعتبر أن الشرط الأساسي لأي اتفاق هو وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

ونفى مصدر قيادي في حماس استعداد الحركة للتنازل عن سلاح المقاومة وأوضح المصدر أنه “بشكل عام طرحت مؤخراً مقترحات عديدة لتلبية الشروط الإسرائيلية بشأن سلاح المقاومة وقادتها، وهي المقترحات التي أجمعت كافة فصائل المقاومة على رفضها وليس حماس فقط”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، الإثنين، قوله إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة المحتجزين الإسرائيليين في مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

وأضاف النونو “نحن جاهزون لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل جادة ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات”. واتهم الاحتلال الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق.

وقال إن “المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب”، مشددًا على أن حركة حماس “أكدت للوسطاء ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق”.

وأوضح أن “حماس تعاملت بإيجابية ومرونة كبيرة مع الأفكار التي عرضت في المفاوضات، لوقف النار وتبادل الأسرى”. وأضاف أن “الاحتلال يريد إطلاق سراح أسراه من دون الانتقال إلى قضايا المرحلة الثانية المتعلقة بوقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة”.

وذكر مصدر مصري لـ”العربي الجديد” أن المباحثات في القاهرة، التي غادرها وفد حماس صباح الإثنين، تخللتها اتصالات مع ممثلين للوسيط الأميركي، قائلاً إن حماس أبدت استعدادها للموافقة على إطلاق سراح تسعة أسرى، في حين طالب مسؤولو الإدارة الأميركية بزيادة العدد، مع تقديم تعهدات بأنه حال وافقت حماس على الزيادة التي يتم الاتفاق عليها، سيقوم بدفع إسرائيل نحو مفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 17 يناير/ كانون الأول الماضي.

وأوضح المصدر أن الصيغة المقترحة من الجانب الأميركي لم تحظ بقبول وفد حماس الذي اعتبر أنها مراوغة، إذ لم تنصّ بشكل واضح على الدخول مباشرة في المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي، حيث اقتصر المقترح الأميركي على بدء مفاوضات بشأن الانتقال للمرحلة الثانية.