لا زالت بلدة الخضر الى الجنوب من بيت لحم والبالغ عدد سكانها نحو 13 الف نسمة بشكل عام واهالي شابين فقدا قبل نحو الشهرين تنتظر على احر من الجمر أي خبر يقين عن مصيرهما، ولكن منذ ذلك الحين بقي المجهول مصير هاذين الشابين وهناك خشية كبيرة ان يبقى مصيرهما مجهولا لمزيد من الوقت الطويل. قصة الاختفاء وتعود قصة اختفاء الشابين عبد العزيز بدوي صالح موسى”23 سنة” ومحمود محمد يعقوب صبيح البالغ من العمر 23 سنة ايضا الى التاسع من شهر تموز الماضي حينما اخبرا ذويهما انهما ذاهبان الى المسجد الاقصى للاعتكاف فيه خلال العشر الاواخر من شهر رمضان الفضيل اذ استغلا حصولهما على تصاريح الدخول اثر موجة منح التصاريح الشهيرة لاهالي الضفة الغربية بمناسبة شهر رمضان والذين تدفقوا بعشرات الالاف الى الداخل الفلسطيني. حل العيد ولم يعودا وتقول والدة الشاب عبد العزيز انه وفور مغادرتهما تقريبا انقطع الاتصال بهما وفضل الاهالي الانتظار حتى حلول عيد الفطر حيث كان هناك تيقن بحتمية عودتهما رغم الشكوك فقد قام اشقائهما بمحاولة تقصي الوضع في الاقصى والبحث عنهما ولكن لم يجدوهما وحينما حل العيد ولم يعودا بدأ القلق يتصاعد في النفوس الامر الذي جعل الاهالي ان يتحركوا باتجاه الشرطة الاسرائيلية تارة والشرطة الفلسطينية تارة اخرى. البحث والتقصي الحثيثان وبهذا الصدد يقول شقيق عبد العزيز ويدعى محمد وهو يعمل محاسبا في مستشفى العيون بالقدس بانه قد توجه الى مركز الشرطة الاسرائيلية في تل بيوت وابلغ عن الاختفاء حيث ردوا له بانه ليسا لدى الشرطة الاسرائيلية وعليه الفحص لدى الشاباك حيث توجه الى مركز توقيف المسكوبية فردوا عليه بالنفي، ومن ثم توجه ايضا الى مؤسسة هموكيد لحقوق الانسان الاسرائيلية التي تقدمت بطلب لدى وزارة العدل الاسرائيلية التي ردت بعد ما قالت انها فحصت لدى كل الجهات الامنية في اسرائيل بان الشابين ليسا موجودان عند أي جهة من هذه الجهات، ومع ذلك فان الجانب الاسرائيلي لم يتوقف عند هذا الحد فقد قام باستدعاء اهالي الشابين المختفيين الى مقر جهاز المخابرات الاسرائيلي في غوش عصيون واستجوبا الاهل أي والدي عبد العزيز ووالدة محمود حول الكثير من مزاياهما، فيما استدعت المخابرات الفلسطينية احد اشقاء محمود واحتجزت شقيقي عبد العزيز محمد وقاسم لعدة ايام حول ذات الموضوع ، وكانت الاسئلة تتمحور حول مزايهما او اعتقادهما وان لمحا بشيء قبل الاختفاء اما لا. الجانب الاسرائيلي متهم باعتقالهما ويؤكد محمد لمراسل”القدس” انه يجزم بان الشابين قد اعتقلا من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وذلك لعدة اسباب من بينها انه حينما قام بالاستفسار عن مصيرهما لدى الشرطة الاسرائيلية قال له الضابط جازما لا يوجد احد منهما لدى الشرطة ولكن عليه الاستفسار لدى الشاباك، وهذه النقطة بوجهة نظر محمد تعتبر تلميحا لاعتقالهما حسب رايه، وفي موقف اخر ولدى قيامه بمراجعة الشرطة الاسرائيلية في مجمع غوش عصيون الاستيطاني كان الضابط الذي قابله من الشرطة لديه كافة المعلومات وهذا يدلل على متابعة القضية وفتح الضابط هاتفه النقال وجعله يشاهد صورتين للشابين عبد العزيز و محمود وبشكل سريع ويقول بانه شاهد صورة لاخيه تعرض لاول مرة وليست من الصور المعتادة وخلف الصورة خلفية بنية في اشارة على انه معتقل حسب اعتقاده. اما السبب الثالث ولربما سببا وجيها كما يقول هو قيام مواطنتين من سكان البلدة بالتاكيد على مشاهدة الشابين في يوم التاسع من تموز بالقرب من منطقة باب الخليل بالقدس المحتلة وهما مقيدان بالاصفاد ومصلوبان على الحدار ويقف بجانبيهما ثلاثة جنود ومجندة وقد قامتا المواطنتين اللتان لم نتمكن من الاستماع لشاهديتهما بالادلاء باقوالهما للشرطة الفلسطينية وقال ان ذلك تأكيد على انهما معتقلان لدى الجانب الاسرائيلي. الشائعات الكثيرة مرة نحو داعش واخرى نحو حزب الله ولكن ما يثر الغضب لدى الاهالي هو ما اسموه كثرة الشائعات التي تسري كالنار في الهشيم فمرة من يقول انهما ذهبا لداعش في سوريا وشائعة اخرى تقول انهما ذهبا الى لبنان للانضمام لحزب الله اللبناني ويؤكد اهالي الشابين بان كافة الوثائق التي تؤهلهما للسفر موجودة في المنازل ومن بينها وثائق جوازي السفر لهما وهذا تاكيد على انهما لم يغادرا البلاد ولذا لا بد من البحث هنا ، حيث تشدد والدة الشاب محمود على ضرورة البحث الجدي كي يتم العثور عليهما قبل فوات الاوان . ومنذ اختفاء الشابين فقد ظلت العائلتين تبحثان وبشكل مكثف لدى أي جهة كانت كما انه جرى العديد من تنظيم الفعاليات من بينها تنفيذ اعتصام من قبل العشرات من اهالي البلدة امام موقع “البوابة ” التاريخي ورفع المعتصمون صورهما اضافة الى لافتات تناشد السلطة الفلسطينية والصليب الاحمر للعمل على البحث والضغط على الجانب الاسرائيلي حيث اختفت اثارهما في مناطق السيطرة الاسرائيلية وهي مدينة القدس، وتوجهت العائلتين الى العديد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية من اجل ذلك ولكن كافة الجهود لم تفضي الى أي نتيجة حتى الان. لا مغادرة على المعابر مصدر امني فلسطيني فضل عدم الكشف عن هويته قال لمراسل”القدس” انه ومنذ التاسع من شهر تموز لم يسجل عبر المعابر أي خروج لهؤلاء الشابين ، هذا بشكل رسمي ، مؤكدا ان البحث لا زال ساريا حول مصيرهما الذي ظل مجهولا. نبذة عن الشابين يشار هنا الى ان الشاب عبد العزيز كان قد تخرج من جامعة بيت لحم من قسم الرياضيات تخصص فيزياء وقد التحق في العمل بسلك التعليم في مدارس الاونروا بالاردن حيث يحمل الجنسية الاردنية فهو من مواليد الكويت ، وقد عاد من الاردن لامضاء اجازته في شهر رمضان وفترة العيد على ان يعود مرة اخرى، وتقول والدته بانه شاب ملتزم دينيا وبشكل اعتيادي وهو ليس متزمتا وكان من مناهضي فكر داعش رغم انه لا يوجد لديه اهتمامات سياسية وكان في جامعة بيت لحم طالبا مستقلا لا يشارك حتى في التصويت بانتخابات مجلس الطلبة على مر سنوات دراستة الاربعة وله ثلاثة اشقاء واربع شقيقات. اما الشاب محمود فهو يتلقى تعليمه في جامعة القدس المفتوحة ولكن ليس بانتظام حيث يعمل بين الحين والاخر عاملا في احدى المستوطنات نظرا لوضع العائلة الاقتصادي الصعب وهو ايضا ليس لديه فكرا متزمتا ويناقض ايضا فكر تنظيم داعش رغم انه ليس لديه أي نشاطات او توجهات سياسية وله من الاخوة ثلاثة اشقاء وسبع شقيقات. يحرص محمد شقيق عبد العزيز ان يعرض فيديو وثقه على جهاز الايفون الخاص به ويظهر الشابان وهما صديقان حميمان حسب العائلتين وهما يتجولان في خلاء ببلدتهما وقت سقوط الثلج حيث عرض الشريط مدى مرحهما وفرحهما بسقوط الثلج وهم يلهون به وقد قال عبد العزيز خلال الفيديو “هذا ثلج فلسطين، ولكن في الصورة الاخرى سوف نعرض عليكما الثلج في الولايات المتحدة”، في اشارة كما تقول والدته على انه كان وصديقه يخططان او على الاقل يحلمان بالسفر الى الولايات المتحدة الامريكية. التضامن مع العائلتين في وضعهما الماساوي الناشط في البلدة احمد صلاح الذي يحرص على تنظيم اية فعاليات تضامنية مع العائلة حيث اصطحب قبل اسبوع الاسير المحرر خضر عدنان الى المنزلين والتقى بافراد العائلة وقال صلاح لمراسل”القدس” ان الوضع لدى العائلتين ماسوي للغاية وهو من الناحية الانسانية لا بد من مؤازرتهما ولهذا كان موقف الاسير المحرر خضر عدنان انسانيا بامتياز بغض النظر عن كل الشائعات في البلدة عن مصير الاثنين بغض النظر عن اين ذهبوا فالبنسبة للاهل هو موضوع انساني وهناك حالة حزن وغضب وترقب وقلق لايمكن وصفها، اما حول الشائعات الكثيرة فقد وصفها بانها لاتتعدى الشائعات وحسب والنتيجة ان الشابين لازالا مفقودين. pentoxifylline to buy.
محليات