من المسؤول عن حرمان ثلاثة اطفال من التعليم بسبب الاقساط؟

9 سبتمبر 2015آخر تحديث :
من المسؤول عن حرمان ثلاثة اطفال من التعليم بسبب الاقساط؟

ظل اطفال وائل محمد مناع البالغ من العمر 40 عاما في منزلهم بمخيم الدهيشة من دون ان يلتحقوا بمدارسهم هذا العام رغم ان العام الدراسي افتتح قبل نحو ثلاثة اسابيع، وحتى اللحظة بائت جهود الوالد من اجل حل هذه المشكلة بالفشل رغم وعود كثيرة بهذا الاتجاه.

طبيعة المشكلة
وتعود قصة الاطفال الثلاثة وهم ورود في الصف التاسع وليلى في الصف الخامس وورد في الصف الثالث حينما رفضت مدرسة طاليطا قومي الخاصة والواقعة في مدينة بيت جالا استقبالهم لهذا العام نظرا لان الوالد لم يسدد ما تراكم عليه من اقساط مدرسية على مدى السنوات الماضية والتي بلغت 48 الف شيكل، كما امتنعت المدرسة عن اصدار شهادات تثبت الصفوف التي قطعوها كي يتمكن الوالد من نقلهم.

ويقول وائل في حديثه ان عملية التراكم جائت نظرا لانه لا يملك هذا المبلغ لوضعه المالي الصعب ولم تقم ادارة المدرسة الالمانية بانذاره طيلة هذه السنوات ولذا لم يكن امامه الا محاولات نقل ابنائه اما لمدارس الحكومة او التابعة لوكالة الغوث حيث لا يمكن استيعابهم من دون شهادات نقل مرفقة بشهادات المدرسة.
واوضح انه توجه الى مديرية التربية والتعليم من اجل ذلك وتحدث مباشرة مع نائب مديرة التربية والتعليم في المحافظة بسام جبر لاستبعابهم في المدارس الحكومية حيث رد جبر على ان القانون لا يتيح استيعابهم من دون شهادات مدرسية صادرة عن مدرسة طليطا قومي، ولدى مراجعة مديرة المدرسة امتنعت عن الاستجابة ولذا ظل الاطفال الثلاثة في بيوتهم وهناك عدد اخر من الاطفال بذات الوضع، كما انه توجه لادارة الغوث التي استعدت لاستقبالهم ولكن بشرط وجود تلك الشهادات

الوضع النفسي الصعب .

واوضح وائل ان وجود ابنائه في البيت من دون اقرانهم من الاطفال ازم الوضع النفسي لكافة افراد العائلة واصبح الوضع داخل المنزل لا يطاق موضحا بان كل العروض من قبل ادارة مدرسة طاليطا قومي لحل المشكلة عروضا تعجيزية حيث طلبوا نصف المبلغ كشرط لاعادتهم الى المدرسة ومن ثم العمل على جدولة ما تبقى من المبلغ وهذا مستحيل حيث لا يملك حتى التقسيط الشهري فهو يعمل في مهنة الدهان وما يجلبه من مبلغ يكاد يكفي الاستحاقاقات الاخرى.
العديد من المؤسسات الحقوقية تدخلت في محاولة من اجل ايجاد حل لهذه المعضلة ومن بين هذه المؤسسات تنمية واعلام المراة ومقرها مدينة بيت لحم التي راسلت وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم كما تواصلت المؤسسة مع مديرة التربية والتعليم في محافظة بيت لحم ونائبها بسام جبر.

162736_120792094652688_3423461_n

 

استيعاب الاطفال الزامي

وشددت مديرة الجمعية سهير فراج خلال حديثها مع المسؤولين في التربية والتعليم على ضرورة استيعاب الاطفال الثلاثة بدون أي مقدمات على اعتبار انهم في المرحلة الالزامية من التعليم واي يوم يتاخر فيه الطلبة الالتحاق بالمدرسة فانه سوف يترك اثرا سلبيا وبشكل كبير عليهم ولذا لا بد من التحاقهم بصفوفهم المدرسة حتى لوكان بالبداية كمستمعين حتى يتم ايجاد حل المشكلة، وضربت مثلا لعائلة اخرى اتخذت بحقها ذات الاجراءات من ذات المدرسة وكون الوالد ويدعى حافظ وهو يحمل بطاقة القدس قد تمكن من نقل ابنائه الى مدرسة في القدس تابعة لدائرة المعرف الاسرائيلية وجرى استيعابهم على الفور من دون اية اوراق تثيبت مستواهم التعليمي على اعتبار ان القانون يسمح بذلك وفيما بعد يتم احضار ما يلزم من اوراق ثبوتية.

متابعة القضية بدون حل

من جانبها قالت مديرة التربية والتعليم نسرين عمرو لمراسل”القدس”ان ما هو متبع في الوزارة عندنا من تعليمات تفيد بانه لا مكن استيعاب طلبة من أي مدرسة خاصة الا ان يحصلوا من هذه المدرسة على براءة ذمة وفي حالة هؤلاء الاطفال الثلاثة فان براءة الذمة غير موجوده، ونحن راسلنا مديرة المدرسة في الموضوع لايصالنا ملفهم ولكن المديرة لم ترد على مراسلاتنا ، ومع ذلك نحن وضعنا كل القضية على مكتب الوزير ونحن بانتظار الرد ولرما استيعابهم لمدة شهر على الاقل لغاية حل المشكلة مع ملاحظة ان الاهل لم يطلبوا منذ البدء باستيعاب ابنائهم طلبوا منا التدخل لاعادتهم الى مدرسة طاليطا، وهذا ما نفاه والد الاطفال الثلاثة، الذي اكد انه ولدى تحركه باتجاه مديرية التربية والتعليم كان يطالب باستيعابهم منذ اليوم الاول.

thailand pharmacy. 11992372_929043080494248_291064802_n
وكان وائل مناع قد طرق كافة الابواب للكثير من الجهات المعنية من بينها مسؤولين ونواب وتربويون ومؤسسات حقوقية اضافة الى جهتي التربية والتعليم ووكالة الغوث، ويؤكد بانه على قناعة تامة ان المشكلة سوف يتم حلها ولكن القضية لا تكمن هنا وحسب بل تكمن في منع اطفالي من التوجه منذ اليوم الاول الى المدارس وهذا يتناقض مع كافة القوانين وقد تفاجئت بشكل كبير عندما طردت ابنتي ورود من قبل ادارة المدرسة في اليوم الدراسي الاول وطلب منها ان تصطحب معها الى البيت شقيقيها، ولدى عودة ابنائي الى البيت بهذه الطريقة كانت الصدمة كبيرة ولم اكن اتوقع ان يحدث لنا ذلك، والمفاجاة الاكبر ان ابنائي بقوا في المنزل طيلة هذه المدة من دون اقرانهم الذين بداوا بتقديم الامتحانات اليومية ، ومن هنا اوجه هذه الصرخة.