رفض الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أمس الثلاثاء، طلباً أميركياً لتعزيز مهام قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
وأتى موقف نصر الله قبل تصويت مجلس الأمن الدولي هذا الصيف على تجديد التفويض الممنوح لقوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وقال نصر الله في مقابلة إذاعية بمناسبة مرور 20 عاماً على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان إنّ” الأميركيين، نتيجة المطالب الإسرائيلية، يطرحون موضوع تغيير مهمّة اليونيفيل”.
وأضاف “لبنان رفض تغيير مهمّة اليونيفل لكنّ الإسرائيلي يريد إطلاق يدها وأن يكون لها الحقّ بمداهمة وتفتيش الأملاك الخاصة، والأميركيون يضغطون على لبنان بهذا الملفّ”.
وتابع الأمين العام للحزب “إذا كانوا يريدون خفض العدد أو زيادته، الموضوع لا يقدّم أو لا يؤخّر، نحن لسنا ضدّ بقاء اليونفيل، لكن يخطئ الأميركي إذا كان يعتبر أنّ هذه ورقة ضغط على لبنان”.
وشدّد نصر الله على أنّ “زمن استضعاف لبنان انتهى ولا يمكن أن تفرض إسرائيل على لبنان شروطاً ولو بقناع أميركي”.
وفي آب/أغسطس الفائت، صوّت مجلس الأمن الدولي على تمديد التفويض الممنوح لليونيفيل لمدة عام. لكنّ القرار تضمّن مطلباً، قال دبلوماسيون إنّ الولايات المتحدة أصرّت عليه، يفرض على الأمين العام للأمم المتحدة إجراء تقييم لمهمّة اليونيفيل وقوامها قبل الأول من حزيران/يونيو 2020.
وفي مطلع أيار/مايو الجاري أعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت أنّ اليونيفيل “مُنعت من تنفيذ تفويضها” وأنّ حزب الله “تمكّن من تسليح نفسه وتوسيع عملياته، مما يعرّض الشعب اللبناني للخطر”.
وفي حينه كتبت السفيرة الأميركية على تويتر أنّه يجب على مجلس الأمن “إمّا أن يسعى لتغيير جذري من أجل تعزيز اليونيفيل وإما إعادة تنظيم وحداتها ومواردها لتكليفها بمهام يمكنها القيام بها بالفعل”.
وأتى تصريح نصر الله غداة إشكال وقع ليل الإثنين-الثلاثاء بين عناصر دورية من الكتيبة الفنلندية التابعة لقوة اليونيفيل وعدد من أهالي بلدة بليدا، بعد أن صدمت آلية عسكرية تابعة للكتيبة المذكورة، خلال مرورها في البلدة، سيارتين ودراجة نارية، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام.
وأوردت الوكالة اللبنانية الرسمية أنّ شبّاناً من بليدا قطعوا على الإثر طريق البلدة احتجاحاً، قبل أن يخرج عناصر الدورية لاحقاً بمؤازرة أمنية مشدّدة من الجيش اللبناني.
وفي بيان مشترك صدر الثلاثاء، اتّهمت بلديات المنطقة عناصر راجلة من الدورية “بالدخول الى كروم وملكيات خاصة للأهالي والتفتيش فيها”، مشدّدة على أنّ “هذا أمر مستهجن ومرفوض بشكل قاطع وكلّي”.
ورسمياً لا تزال لبنان وإسرائيل في حالة حرب.
وأنشئت اليونيفيل في 1978، وتمّ تعزيزها بعد حرب دارت بين إسرائيل وحزب الله على مدى 33 يوماً في صيف 2006 وانتهت بصدور قرار دولي أرسى وقفاً للأعمال الحربية وعزّز من انتشار اليبونيفيل ومهامها إذ كلّفها مراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من منطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين.
وبموجب التفويض الممنوح لها، يمكن أن يبلغ عديد اليونيفيل 10 آلاف جندي مهمتهم مراقبة الهدنة ومساعدة القوات المسلّحة اللبنانية على تأمين الحدود.