حديث القدس
أقدام قطعان المستوطنين فجر أمس على إحراق أجزاء من “مسجد البر والاحسان” في مدينة البيرة وخطهم شعارات عنصرية على جدرانه، يؤكد من جديد ان هؤلاء المستعمرين يتمادون ويصعدون من اعتداءاتهم التي اصبحت تطال دور العبادة التي هي خط أحمر بالنسبة لجميع الديانات السماوية والتي نصت وتنص عليها المواثيق والاعراف الدولية، بوجوب حمايتها وعدم المس والتعرض لها سواء في الاحوال العادية او في الحرب.
واحتلال الارض كما هو عليه الآن من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وهذه الاعتداءات التي يمارسها قطان المستوطنين والتي ترقى لمستوى جرائم الحرب، لا يمكنها ان تتم لولا الدعم الذي يلقاه المستعمرون من قبل دولتهم وبحمياة جيش الاحتلال الذي يسمح لهم بتنفيذ هذه الاعتداءات على مرأي منه وبدعمه.
ويهدف المستوطنون من وراء هذه الاعتداءات وتحديدا الاعتداءات على المساجد ، تحويل الصراع الى صراع ديني، بدلا من الصراع السياسي على حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
والصراع الديني الذي تسعى له دولة الاحتلال ومستعمريها، تكون عاقبته وخيمة، فهو في حال اندلاعه، فإن الجميع سيدفع الثمن وفي المقدمة دولة الاحتلال، لان شعبنا لا يمكنه ان يبقى صامتا وسيدافع عن مقدساته ودور العبادة، مهما كان الثمن، ولن يسمح بتحويل الصراع الى ديني كما ترغب وتدفع دولة الاحتلال.
وعلى العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان والتسامح الديني التحرك العملي وعلى ارض الواقع، لمنع دولة الاحتلال ومن خلال مستعمريها في الضفة الغربية، بما فيها القدس، تحويل الصراع على الحقوق الوطنية الى صراع ديني لا يبقي ولا يذر.
كما ان السلطة الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي التحرك الفاعل وعلى جميع الاصعدة، لوضع حد لجرائم المستعمرين، من خلال دعم صمود جماهير شعبنا فوق ارضهم ووطنهم، وافشال جميع مخططات الاحتلال قطعان المستعمرين الذي يهدفون ايضا من وراء هذه الجرائم ارغام شعبنا على الرحيل عن ارض الآباء والأجداد ولكن لن يفلحوا بذلك لان شعبنا مصر على الصمود والتصدي.
وهنا نعيد التأكيد على ضرورة إعادة إحياء لجان الحراسة في جميع المدن والبلدات والقرى والمخيمات لافشال مخططات قطان المستوطنين وردهم الى نحورهم.
فلجان الحراسة اصبحت ضرورية خاصة في الظروف الراهنة التي يعمل الاحتلال واجهزته القمعية، وقطعان مستعمريه على استغلالها لتنفيذ مخططات التهجير والضم والتوسع الاستيطاني.