بقلم: نبيل عمرو
بعد أن سئمنا من متابعة فصول الانتخابات الامريكية ونتائجها، فلنعد للحديث مجددا عن شؤوننا الفلسطينية.
قرأت بتمعن تصريحات السيد خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، والمتطلع لولاية جديدة وقد أكثر من استخدام مصطلح المشاركة، وأطنب في الحديث عن نجاحات حماس في مجال حكم غزة والمقاومة بكافة اشكالها، كما لو أنه يقترح على فتح ان تحذو في الضفة حذو نجاحات حماس في غزة!
بديهي ان يتحدث السيد خالد مشعل بهذه اللغة ما دام يضع بيده أسئلة الامتحان ونتيجته، وفي حالة كهذه لن يضع غير علامة كاملة.
أقترح الكف عن استخدام مصطلح المشاركة لمصلحة مصطلح أكثر وطنية وضرورة هو الوحدة الكاملة للشعب والوطن دون ان تجحف هذه الوحدة بحق كل صاحب اجتهاد في التنافس على شرعية الإدارة والقيادة، وهنا نجد انفسنا وجها لوجه امام استحقاق الانتخابات، بحيث يقرر الشعب لمن يضع علامة النجاح، وبالتأكيد سيكون اكثر حيادا وموضوعية وعدالة ممن يضع بنفسه ولنفسه علاماته.
دعونا نراجع حكاية المشاركة المقترحة على ما يبدو من خارج صندوق الاقتراع لنجيب عن سؤال كيف ستتم عمليا، هل هي من خلال لقاء ثنائي بين فتح وحماس يتفق فيه على ان هذا لي وذاك لك، ثم تقدم النتيجة للشعب الفلسطيني تحت عنوان المشاركة، أم لقاء أوسع بين الحركتين القطبين والفصائل وممن يسمون انفسهم بالمستقلين الذين انتخبوا انفسهم بأنفسهم مع ان المستقلين في الواقع يجسدون نسبة عالية من الشعب الفلسطيني.
واذا ما اخذتنا جاذبية مصطلح الأمناء العامين الذي كان فعالا بل واساسيا في العهد الذهبي للثورة المسلحة ومنظمة التحرير، فهل هؤلاء الشيوخ الأعزاء جددوا شرعيتهم بالانتخاب داخل فصائلهم ولا نطلب أكثر من ذلك، انهم جميعا كسروا الرقم القياسي بالبقاء في الموقع والجديد منهم لا يكفيه نصف قرن.
الشراكة في الوطن حق لكل اهله، من سكان الخرب والقرى والمدن والمخيمات، اما الشراكة في الصيغة القيادية فهي امر مختلف لا يحسمه اتفاق بين المتقاتلين ممن وقع الانقسام وهم في سدة القيادة بل يحسمه صندوق الاقتراع، فإن فاز سدنة الصيغة القديمة فالشعب يكون قد منحهم الشرعية وليسوا هم انفسهم، اما ان انتج الشعب جددا وهذا هو المرجح، فالشرعية المعترف بها ستكون لهم وليبحثوا بعد ذلك عن شراكة ائتلافية في الحكومة كما يفعل كل خلق الله في كل زمان ومكان.
الخوف من صندوق الاقتراع واغراق الانتخابات بالشروط التعجيزية، وربطها بتوافق القديم مع القديم لن ينتج غير مزيد من العقم واستفحال الجمود، وهذا ما لا يريده ولا يستحقه الشعب الفلسطيني.
قلنا لا لترامب والف لا لنتنياهو ومليون لا للتطبيع والمطبعين واكثر من ذلك بكثير للانقسام، الا ان كل ذلك لا يساوي نعم واحدة نخاطب بها الملايين الفلسطينية أولا لنستعيد بها الثقة بينها وبين قيادتها السياسية وليس غير الانتخابات الحرة والنزيهة ما يوفر ذلك.
ان قيادة التقادم لا تنفع وقيادة صندوق الاقتراع هي وحدها ما ينفع، ولنسأل العالم كله اذا ما اردنا جوابا حاسما فهل وصلنا باليقين الى هذا المخرج ام سنواصل خض الماء تحت عناوين لها اول وليس لها آخر.