حديث القدس
لا يخفى على أحد أهمية الاعلام ودوره الكبير والخطير في ايامنا خاصة بعد تعدد الانواع والوسائل بحيث باتت الكلمة أو الصورة تصل خلال دقائق معدودة الى كل أنحاء العالم وتؤدي الدور المطلوب والتأثير المهم لدى ملايين المشاهدين أو القارئين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ولم يعد الأمر مقتصراً على الورق والاعداد المحدودة من القراء.
ولقد عانينا نحن الفلسطينيين والعرب عموماً، من تشويه لواقعنا ومواقفنا من خلال الاعلام المعادي وهو الاعلام الذي تسيطر عليه وتوجهه القوى الصهيونية والاسرائيلية سواء بالسيطرة المباشرة أو غير المباشرة ويكاد ينظر كثيرون في العالم الى أعمال المقاومة والدفاع عن الحقوق وكأنها أعمال ارهابية بسبب التغطية الاعلامية المنحازة.
وفي هذا السياق فقد حقق التجمع الفلسطيني والجمعية الخيرية الفلسطينية في ايطاليا انجازاً مهماً بعد ان كسبا قضية ضد القناة الايطالية الرسمية التي أشارت في أحد برامجها الى ان القدس عاصمة لإسرائيل، وأكد قرار المحكمة ان القدس مدينة محتلة كما تنص مجموعة من القرارات الدولية. وأمثلة تشويه الحقائق لا تعد ولا تحصى مما يؤكد أهمية ودور الاعلام في كشف الحقائق وفضح كل ما يحدث من تزوير أو تشويه.
في القاهرة نظمت الجامعة العربية الدورة السابعة من ملتقى قادة الاعلام بحضور عدد من وزراء الاعلام وكبار الاعلاميين وذلك لبحث القضايا والواجبات التي يتحملها الاعلام بمختلف أشكاله في المرحلة الحالية بكل ما فيها من تعقيدات وامكانات.
والمطلوب اعلامياً يتضمن مخاطبة الرأي العام الدولي من جهة والرأي العام المحلي من جهة أخرى. ومن المعروف ايضاً ان الاعلام العربي محليا يخضع لضغوط السلطات والحكام والمصالح الداخلية وتتنوع الحريات وهي في غالبيتها منقوصة.
ويبقى الاهم في هذا المجال وهو مخاطبة الرأي العام الدولي، وهذه قضية صعبة وتتطلب امكانات مختلفة ولكنها تبقى قضية في غاية الاهمية وعلى وزراء الاعلام العرب والجامعة العربية عدم الاكتفاء بالبيانات والمناشدات، وانما ايجاد وسائل التواصل باللغات المختلفة مع كل شعوب الارض وايصال رسالتنا اليهم، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومواجهة قوى الاعلام المعادية أو التي تحاول تشويه الحقائق.