بقلم : مايك سلمان
سؤال بسيط موجه الى المسؤولين، أرجو أن يكون له جواب شافي؟!!! ماذا ينفع الحكومة لو كسبت رضا البنك الدولي بالإلتزام بتعليماته وإملاءاته وخسرت رضا شعبها!!! يفترض أن نبحر شعب وقيادة في سفينة واحدة تشق عباب البحر، حتى تبلغ بنا هذه السفينة الى بر الامان على أمل أن يستمتع الجميع بالرفاه والامن والسلام والاستقرار …لأنها ان شاءت الأقدر وغرقت فإنها ستغرق بمن فيها من مسافرين وطاقم وقبطان. لذلك يجب عمل دراسة شاملة لتقييم الخطة الاقتصادية الحالية التي تتبناها الحكومة ووضع خطة انقاذ اقتصادية بديلة باسرع وقت ممكن وقبل فوات الأوان فإن الاوضاع الإقتصادية في هذا الوطن الجريح اصبحت كارثية ونسب الفقر والبطالة آخذة بالإرتفاع بصورة مضطردة، ويبدو أن الحكومة تتبنى سياسة ذات إتجاه واحد تعتمد على فرض رسوم جديدة ورفع نسبة الضرائب والجمارك وزيادة الأعباء على المواطن رغم أننا لا نزال نعاني من ظروف الإحتلال القاسية، ظناً من المسؤولين بإن هذه الإجراءات كفيلة بتعزيز موازنة السلطة الوطنية غافلة عن أن هذه الاجراءات قد تساعد على هروب رأس المال وارتفاع معدلات البطالة والفقر مما يساهم في سعي المواطن الى الهجرة الخارجية بحثاً عن فرص جديدة للإستثمار والعمل وتحسين ظروفه المعيشية. ولا يخفى على أحد أن زيادة الضغط تولد الإنفجار. لذلك وجب التفكير بروية ووضع الخطط البديلة والحرص على أخذ العبر من الانتفاضة الأولى التي اشتعلت شرارتها سنة ١٩٨٧ رداً على ضغوطات الجباية للرسوم والضرائب والجمارك الباهظة والممارسات الإحتلالية الغاشمة المتعددة التي فرضتها حكومة الإحتلال في حينه على أبناء شعبنا، مما دفع الشارع الفلسطيني الى مقاومة هذه الإجراءات بإلإعلان عن بدء إنتفاضة الحجر المجيدة، ولا يزال شعبنا يذكر رد الشارع على هذه الممارسات من خلال الدعوة للتظاهر والإضرابات والإعتصامات والإمتناع عن دفع الضرائب في كافة مدن وقرى ومخيمات الوطن، ولا ننسى أيضاً الخطوة الشجاعة الجريئة التي أقدم عليها أهالي مدينة بيت ساحور الصامدة عندما بادر أبناءها الى القاء هوياتهم الشخصية ايذاناً منهم ببدء مرحلة من العصيان المدني. وعليه وجب على الحكومة البحث عن خطط وحلول اخرى للخروج من العجز في موازنتها حتى نتمكن معاً وسوياً من الصمود أمام جميع المؤامرات التي تحاك ضد وطننا السليب والوقوف صفاً واحداً امام التحديات التي تفرضها صفقة القرن لإفشالها، ومن مواجهة جميع الصعوبات التي تقف حائلا دون بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون وكسر الامواج العاتية التي تتلاطم بمجتمعنا من كل حذب وصوب عسى أن نبلغ الى شاطئ الامان… “والله من وراء القصد وهو عليه السبيل”.