بقلم: فيصل أبو خضرا
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
لا ندري ما تخطط له سلطتنا الوطنية وفصائلنا على اختلافها كي ينال شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله كباقي شعوب الكون، خصوصا بعد ان تبين ان سياسة الاخوان في قطاع غزة ليس في اجندتها اي نوع من انهاء الانفصال ، كما استبشرنا خيرا في الاعلان عن التوافق الفتحاوي الحمساوي الذي أعلنه الأخوان اللواء جبريل الرجوب و وصالح العاروري.
كل يوم يمر ومازالت اسطوانة ردود الفعل والتنديد قائمة ، والاحتلال يرسخ استعماره ويعتدي على النساء والشباب والاطفال والشيوخ، ويعتدي على مقدساتنا الاسلامية و المسيحية. لدرجة ان قطعان المستعمرين باتوا يصلون في باحات المسجد الاقصى بحراسة قوات الاحتلال، كما يجرف الاراضي ويسرق المزيد منها ويهدم البيوت امام اصحابها ويترك سكانها في العراء كما يحصل في القدس ويقتلع الاشجار المثمرة . وبكل وضوح يعلن تلفزيون فلسطين مشكورا هذه الاخبار ، وما زالت قياداتنا تنتظر الفرج دون اي رد حقيقي وواقعي ، فهناك من يراهن على سقوط ترامب في الانتخابات القادمة كي يأتينا الفرج من الصهيوني منافسه بايدن الذي اعلن وطمأن المحتل بانه يؤيد الإبقاء على سفارة امريكا في القدس الموحدة، وبدون اي ذكر لدولة فلسطينية حتى على ٢٢ بالمائة من فلسطين التاريخية فقط، حسب قرارات الشرعية الدولية، وهناك من يراهن على سقوط نتنياهو وربما ان هناك من يراهن على معجزة من السماء!
كان العرب اجمع وقبل النكبة كتلة واحدة ضد الصهيونية التي احتلت بلادنا بدعم من بريطانيا وامريكا و اوروبا وروسيا، ثم تفرقنا رويدا رويدا حتى زادت مطامع القوى الإقليمية والدولية في وطننا العربي بما في ذلك إيران التي كانت منذ ما قبل ثورة الخميني ولا تزال تتدخل في الشؤون السياسية العربية، اما للتشيع او للسيطرة على مقدرات الامة العربية، وفي هذه الحالة فهي تستهدف مع اسرائيل الامة العربية ، واكبر دليل ما يحصل في العراق والتي استلمتها ايران من امريكا على طبق من ذهب بجميع مقدرات العراق السياسية والمادية، كما انها الان تتحكم بسوريا كما تشاء. اما الطامة الكبرى فهي تريد السيطرة على دول الخليج العربي .
وبسبب ايران وغيرها من العوامل الخارجية والذاتية لم تعد القضية الفلسطينية على رأس جدول الاهتمام العربي والدولي ، فجميع الدول الخليجية اهتمامها الاول الحفاظ على مصالحها السياسية والمادية، في مواجهة ايران. صحيح ان هذه الدول وقفت ولا تزال بحزم مع القضية الفلسطينية ولكن ليس بالقدر الذي ينبغي ان يكون.
هنا وجد نتنياهو ضالته اذ اكد عدة مرات بانة يقف ضد سياسة ايران الذرية ، وخلط الامور وكأن دول الخليج تقف مع اسرائيل في خندق واحد بهذا الشان، ونسي ان مشكلة اسرائيل مع ايران تختلف كليا عن تدخل ايران بالشؤن السياسية والمذهبية مع دول الخليج، وكأنة يريد ان يقول بان دول الخليج تقف معه ضد ايران، والفرق شاسع لان دول الخليج تقف ضد اسرائيل بالنسبة للقضية الفلسطينية.
ان الموقف الايراني الان هو ضد المصلحة الفلسطينية، وكأن اسرائيل وايران تقفان صفا واحدا ضد قضيتنا المقدسة. اما إرسال الصواريخ العبثية والدعم في غزة هاشم فهو فقط للدعاية، وكما راينا فقد استغل الاحتلال ذلك في عدوانه المتكرر على غزة وهدم البيوت على اصحابها ودمر البنى التحتية متذرعا بهذه الصواريخ، التي تضر اكثر مما تنفع في الوقت الحاضر.
ويتكرر نفس السيناريو في اليمن وتزج ادعاءات ان الحوثي يصنع الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وهذا قمة الكذب لان ايران لا تريد انهاء الحرب في اليمن، والهدف معروف وهو استنزاف دول الخليج و خصوصا السعودية التي تقف ضد التمدد الايراني في منطقتنا، والمستفيد اسرائيل من هذا الوضع .
هذة حقائق يجب ان يعرفها جميع من يؤيد بلاد الفرس بالنسبة لقضيتنا المقدسة.
وهنا اريد ان اؤكد ان هذه التدخلات الإقليمية وخاصة الإيرانية اسهمت ولا تزال في تعميق الانقسام وتراجع القضية ولذلك يحسن صنعا كل الذين يراهنون على إيران او غيرها اذا ما أدركوا ان مفتاح قضيتنا بأيدينا وليس في طهران او غيرها وان عليهم تغليب الوحدة الفلسطينية وتعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات الجسام.
لقد قام الأخ الرئيس محمود عباس بقطع علاقاتنا مع امريكا بسبب دعمها وانحيازها للاحتلال بيمنا لم تجرؤ اي دولة في العالم على مقاطعة امريكا او الرفض التام لخطة ترامب المذلًة.
وللأسف لا ندري ماذا يدور في عقول قياداتنا سواء في الضفة أو غزة غير التنديد والبيانات واستجداء العالم خاصة دول اوروبا للاعتراف بدولتنا المستقلة او التدخل للضغط على إسرائيل.
ولكن على امريكا واسرائيل واوروبا و روسيا وغيرها ان تعلم ان السلام والامن والاستقرار لن يتحقق الا بعد انتزاع الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وليعلم الجميع ان فلسطين للشعب الفلسطيني مهما طال الزمن ، وببساطة نقول للمحتل ولداعمي هذة العصابات الصهيونية ان شعبنا لن يرفع الراية البيضاء وسيواصل نضاله الدؤوب رغم كل الظروف.
ونقول مجددا ان الوقت قد حان لانتفاضة شعبية عارمة وشد الرحال الى الاقصى المبارك ، لان التحرير يجب ان يبدأ من القدس وليس حتى القدس ، كما ان على شيوخنا الافاضل ان يعوا بان التحرير يبدأ من المسجد الاقصى ، فقضيتنا اخذت طابعا دينيا وليست مجرد قضية سياسة كما يردد البعض، خصوصا ان المستعمر الصيوني استغل ولا يزال الدين ، وارتكب المجازر بدون اي رادع عربي او دولي.
فيا زعماءنا الافاضل حان لكم ان تصحوا من سباتكم، لان القضية الفلسطينية المقدسة امانة في اعناقكم ولا فائدة من التصريحات الفارغة من اي مضمون نحو الاستقلال ، او الاجتماعات العبثية ، وليس لكم الا سواعدكم ، والشعب الفلسطيني على اتم الاستعداد ليواصل نضاله ويقف خلفكم ، كي ينال الحرية والتي هي شرف هذه الامة الصابرة على القهر ليس في فلسطين فقط ولكن في جميع الشتات.
ونقول ايضا انه طالما بقيت قياداتنا في غزة والضفة على هذه الحالة من الخمول وعدم التحرك جديا بسواعد الفلسطينيين وهبتهم الشاملة فلا يمكن ان ننال الاستقلال ولا يمكن للعالم ان يلتفت الى قضيتنا سواء في العالم العربي او الاسلامي او الدولي … فالشعارات البراقة والبيانات الرنانة لن تحرر وطنا ولن تعيد حقا اذا لم نتحرك بشكل جاد, فإلى متى سينتظر شعبنا الفلسطيني
كي ينال حريتة كباقي شعوب العالم ؟!… والله المستعان.